الأربعاء، 5 مارس 2008

ضحية حرب


فيما سبق تحدثت عن "شلة بنات عوانس"، وكم أننا فتايات رائعات نحيا فى عالم شرقى يسوده سى السيد، وانتهيت بأننا عوانس، نظرا لقصور فى الرجل الشرقى يمنعه عن احتوائنا، ولكن ليس معنى ما كتبته أنى أحمّل الرجل الشرقى مسئولية عنوستنا بالكامل.. ما قصدته هو التركيز على أحد أهم أسباب هذه الظاهرة.

السؤال الان: هل نحن –العوانس– ضحايا الرجل الشرقى؟
هل نحن ملائكة نتحمل تبعات أخطاء المجتمع – متضمنا رجاله- الذى نحيا به؟
لا.. فأنا وصديقاتى لا نمثل التسعة ملايين عانس فى مصر – وفقا لتقارير الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء – نحن فقط شريحة من عوانس مصر.. لا نمثل الغالبية العظمى، ولكننا موجودات على نطاق واسع.

وإحقاقا للحق، على أن أتعرض لعيوب هذه الشريحة التى أنتمى إليها أنا وصديقاتى،
فكلنا كانت لدينا أحلام سعينا لتحقيقها.. هذه الأحلام تمثلت فى إثبات ذواتنا فى مجتمعاتنا الشرقية، التى تنظر للمرأة باعتبارها مخلوقة من ضلع أعوج ناقصة عقل ودين، فمعطياتنا فى الحياة منقوصة من وجهة نظر المجتمع، وبالرغم من ذلك فإننا نسعى لاقتناص فرص الحياة.. نسعى إلى الكينونة.. نسعى إلى تحقيق أهدافنا فى الحياة.. نسعى إلى التغيير.. نسعى إلى دور مؤثر فى المجتمع.
ونظرا لنقص المعطيات، كان علينا الخوض فى حروب ضارية مع الأسرة.. مع المجتمع.. مع الرجال، ومع النظرة الدينية لنا - كناقصات – فى بعض الأحيان.

لكل حرب ضحاياها، وللأسف نحن الضحايا ولإيضاح المعنى إليكم هذه القصة:

- نشأت فى أسرة متوسطة الحال فى الريف المصرى لأم شديدة العصبية وأب يسعى لتأمين مستقبل أبنائه، ونسى فى خضم رحلته أننا نحتاج أيضا إلى التأمين العاطفى ضد تقلبات الحياة وأزماتها، فنشأت منشقة عن أسرتى.. أرفض النمطية فى التفكيير.
كان سلاحى الوحيد فى هذه المرحلة هو التفوق الدراسى، فأمنت نفسى إلى أن انتهت مرحلة التعليم الثانوى، وبعدها اخترت إحدى الكليات المتميزة، فنزحت من الريف إلى القاهرة، و هنا كانت الصدمة الحضارية الأولى التى واجهتها حين اكتشفت أن النداهة –القاهرة - ليست بكل هذه العظمة التى حلمت بها، وعشت فى هذه المدينة "القاهرة" راغبة فى الفكاك من سطوة أبى المادية، قررت أن أعمل، فمن لا يملك ثمن رغيف عيشه لا يملك حق الدفاع عن حريته، وكانت حريتى هى الهدف المنشود..

قررت أن أعمل حتى أحرر نفسى من القيد الذى يعتقد أبى أنه الواجب الدينى والوطنى الأوحد لرب الأسرة.. ربما كنت أسعى لإخباره أنى أحبه لكونه أبى وليس لكونه ممولا.

هاجمتنى أسرتى.. رفض أبى رغبتى فى العمل، فقررت التحايل عليه وأقنعته أنى أقوم فقط بعمل أبحاث ميدانية تحت اشراف أساتذتى فى الجامعة، تدر لى دخلا كافيا يعفينى من أن أطلب منه بعض النقود، ولأنى كنت أحمل رغبة حقيقية فى أن أكون ذاتى، واجهت طوفان الحياة بكل قسوته وإنهاكه.. كانت نصيحة أمى ألا أخبر أحدا أنى مغتربة عن أهلى وكانت محقة، فكانت أفتراضات الناس – خاصة الرجال- للوهلة الأولى أنى هاربة من بيت أبى!

كان على أن أثبت لأبى عدم فشلى.. كان على أن أثبت للمجتمع أنى لست هاربة من بيت أبى.. كان على أن أثبت للرجال الذين ألتقى بهم فى محيط العمل والدراسة أنى لست منحلة.. كان على أن أثبت لذاتى حقى فى الحرية حتى أستطيع احتمال طوفان تبعاتها.. كان على أن أثبت للمجتمع مدى جدوتى.. كان على أن أثبت لمن أحببت أنى لم أفقد أنوثتى فى خضم معاركى مع الحياة.. والأهم من ذلك كله أنه كان على أن أثبت لذاتى أنى مازلت أستمتع بحريتى!

لقد مرت الان اثنتى عشرة سنة منذ بدأت رحلة البحث عن ذاتى.. أثبت الكثير لأبى وللمجتمع وللحياة، ولكن لكل حرب ضحاياها كما قلت، وأنا الآن الضحية، فقد أصبت بحالة هوس لإثبات ذاتى على الدوام، فأنا لست واثقة بنفسى دوما كما أدعى، فقد رسبت تجاربى بداخلى إحساسا دائما بالرفض.. رفض المجتمع لى وأن على أن أعمل جاهدة لاثبات جدارتى.. رفض أبى لقراراتى وأن على أن أنجح بتفوق حتى أثبت أن سعيه الدائم مثمر.. رفض أسرتى لحريتى وأن على أن أعمل باجتهاد حتى أثبت أن الحرية ليست مدمرة.. كان على أن أثبت.. وأثبت.. وأثبت..

الآن أنا شخصية حرة.. ناجحة جدا.. ذكية.. اجتماعية.. متشعبة الاهتمامات.. أحيا حياة ثرية.. إلخ، ولكنى معلولة بإحساسى الدائم – الموجود فى اللاوعى – بأن على أن أثبت جدارتى.

للأسف هذا هو حال المغتربات فى كل مكان، فكل من تحاول إثبات معطياتها وجدارتها تقع فريسة لمخاوفها.

هذا نموذج لفتاة ناجحة فى مجتمع شرقى.. لديها كافة مقومات الحياة السعيدة، وكثير من الصفات الطيبة وبالطبع بعض العيوب.. لكنها عانس.. تفتقد دفئ العلاقة الانسانية مع الرجل.. نعم.. أحمّل الرجال جزءا من أسباب عنوسة الفتيات، ولكنى لا أتجاهل عيوبنا، فنحن شخصيات مأزومة.. نحيا فى كبت عاطفى ونفسى ومجتمعى وجنسى طوال الوقت.. ويزيد حال الرجال الأعوج من أزمتنا.. فنبقى عوانس..

بتضحك سكة ليا.. و بترجع تانى بيا.. أتارى الغربة صعبة.. والخطوة هى.. هى

هناك 11 تعليقًا:

بنت جامده يقول...

اقول اية بس
بالظبط كده
صححححححححح

غير معرف يقول...

هو انتى لما بتيجى فى بالك كلمة حرية، أول حاجة بتعرفيها بيها إيه ؟

يعنى إيه حرية بالنسبة لك ؟

***

سيرة ذاتية و خواطر ولا قصص ؟

***

أسلوب و أفكار متماسكة و جميلة..

Abeer Soliman يقول...

حرية يعنى وجود ... يعنى طيران... يعنى ذواتنا بدون قيود تحد من معنى وجودنا...

مش مهم أما بكتب أيه ... المهم إنى بمارس حالة بوح

عبد الجليل الشرنوبي يقول...

الحقيقة بعد قراءة يوميات العانس
اكتشفت أن العنوسة كحالة استطاعت أن تفجر غير نوع من فنون التدوين التي لا تتجاوز سخونة القضية قدر ما تحطم الكثير من تابوهات الكتابة حول الـ أنا و تداعياتها لتخرج بنا من الخصوصية إلى العمومية متجاوزة جنس الكاتب إلى رحابة الإنسان الذي لايمكن حصره في نوع أو إيقاف حياته على علاقة
تحية إلى العنوسة الفاعلة بغض النظر عن سيرة كاتبة يومياتها الذاتية التي فيها من الجنوح ما يكفى لخلط الحب في المنغى مع موسيقى الصلصلة و الكيك بوكس و ركوب الخيل و المواويل و القراءة و صولا للكتابة

Soooo يقول...

هممممم

بصي ياعبير
الحياه في حد ذاتها رحله .. بنكسب حاجات وبنخسر حاجات .. لكن في الاخر لما بنوصل بنبقى احنا زي ما احنا عليه ساعتها

طبيعي انك تحسي انك فقدتي حاجات .. لكن انتي برضه اكتسبتي حاجات وماتنكريش

بخصوص ان الراجل الشرقي عليه جزء كبير في رغبته في ان شريكته تكون مهيضة الجناح .. مشكلتنا احنا يا رجاله اننا بنبقى عايزين البنت تكون انثى قوي .. يعني دلع قوي .. لكن لما تكون الانثى اللي احنا مرتبطين بيها دلوعه قدام الناس تلاقي العرق الصعيدي نقح على كل واحد فينا وبقينا الزناتي خليفه وسي السيد
عشان كده تلاقي ان في ناس من اولها كده تفضل انها تختار البنت الرقيقه اللي صوتها واطي وبتتكلم وبتاكل بطراطيف صوابعها .. ونقول ايوه هي دي
لكن دي نظرة غلط من الاساس
لسبب بسيط
اللي هو ان الانثى اللي انا هارتبط بيها لازم احتويها عشان تبقى كده معايا برغبتها .. مش بتمثل علي .. زي ما الراجل من حقه انه يحس بقوة شخصيته يبقى هو اللي لازم يكتسب ده بنفسه مش ياخد الحياه عالجاهز

مش عارف فهمتي وجهة نظري ولا لأ




انتي لازم تشيلي الحروف الانجليجي دي بجد يعني .. بتخنق قوي لما الواحد يبقى عايز يكتب تعليق





سلامووووووووووووووز

Tarek Elkhatib يقول...

يا أفراحى القليلة تطفيكى ريح الدمع
إن نورتيلى ليلة تدوبى قبل الشمع
لو كنت أقدر أبكى لأبكى وأبكيكم
لو كان الدمع ملكى من عينى أسقيكم
ببكى يا ناس بس بسكوت منغير دموع ولا آى
الدمع له عمر ويموت
والجرح يفضل حى
الجرح يفضل حى

انسان وبس ! يقول...

(وكم أننا فتايات رائعات نحيا فى عالم شرقى يسوده سى السيد، وانتهيت بأننا عوانس، نظرا لقصور فى الرجل الشرقى يمنعه عن احتوائنا)!!!!

ممكن قليل من الشرح بالنسبه لموضوع ان الراجل هو (احد اهم اسباب الظاهره ...العنوسه )

حتى القصه مش شايف فيها برضو ان الراجل هو احد اهم اسباب عنوستك!!

ربما انتى تعبرى عن وجهة نظرك - وهنا لا ادرى بالتحديد الى اى مكان تنظرين !! - ولكنها وجهة نظر ومن فتاه تمر بتجربة العنوسه.

فاسمحيلى انى اعبر عن وجهة نظرى كشاب يقترب من السادسه والعشرين فقط ولكننى اعانى من ظاهرة عنوسة البنات!

،فانا ارى المشكله من جهة اخرى (اذا افترضنا ان لك وجهه ينظر اليها فى هذا الموضوع) وبعيدا عن موضوع عمل المرأه وعلاقته بعنوستها ،فأنا وكرجل ارى ان مشكلة العنوسه لها طابع اجتماعى وقد يفسرها على الوجه الدقيق عالم فى علم الاجتماع.
ولكن لابد لى من رؤيه بما انى احيا فى هذا المجتمع ، وأنا ارى ان المشكله تكمن فى احد اهم اسبابها والذى ليس بالطبع الرجل ، وانما هو المظهريه والتشدد عند الاهل ، اقصد اهل الفتاه،
فى اختيار زوج مناسب ، ومناسب هنا ليس المقصود بها اخلاقه او مبادئه وما شاكل ذلك ولكن المقصود بيها اد ايه دخله الشهرى ؟
مرتاح ماديا ولا لأ ؟
وبغض النظر عن اى شىء اخر.....من اخلاق ومبادىء
ومن احد اهم الاسباب ايضا وللأسف هو البنت العانس ذاتها !!!
لانها هى ايضا تشارك الاهل بل تشارك المجتمع كله فى هذه النظره السطحيه للزوج المنتظر ، فلا تهتم بدينه ولا باخلاقه ولا بمبادئه ( طبعا مش كل العوانس بيفكروا كده بس اغلبهم )

فقط تهتم بنظرة مجتمعها اليه من ناحية الوجاهه الماليه والمركزالاجتماعى وخلافه.
فهذا يا كاتبتنا العزيزه هو اهم اسباب العنوسه من وجهة نظرى .

ولتنظرى الى حالك انتى خطيبك او حبيبك او من ارتبطى به ....ماذا كانت مواصفاته؟
اجيب بالنيابه عنك ، اذا سمحتى لى ..... فأنا اراه من خلال عينيك زير نساء ، ( زانى )، كذاب ، وعلى حد وصفك خائن لزوجته ،..باختصار مريض نفسى!!
هل بحثتى عن اخلاقه عن مبادئه عن وعن وعن......للاسف لا .

انسان وبس ! يقول...

قال صلى الله عليه وسلم ( ان جائكم من ترضون دينه فزوجوه، الا تفعلوا تكن فتنة فى الارض وفساد كبير) صدق صلى الله عليه وسلم

قال من ترضون دينه فزوجوه

واى فتنه بعد ما نحن فيه عنوسه وشباب ضايع وعاهرات (وان جاريتك فأقول عاهرات عذراوات)واغتصاب وغيره!!

ليه انا قلت فوق انى بعانى من ظاهرة عنوسة البنات!

لانى بحب بنت تخطت الرابعه والعشرون من عمرها ، واعتقد انها بادلتنى يوم ما الحب بالحب....الا اننا ولما اسلفته لكى من تعنت اهلها بل ومن تعنتها هى ذاتها !! رغم يقينى انها احبتنى !الا انها واهلها احاطت نفسها بقيود ما انزل الله بها من سلطان قيود مرض مجتمعى مزمن لديها ولدى اهلها ولدى المجتمع كله من مرض المظاهر والكيل بمكيالين مكيال شرقى واخر غربى توهان اخلاقى واذدواج بس مش ضريبى لا فكرى ، دينى ، اجتماعى مش عارف.....ولكنه بالتأكيد ليس لدى الرجل الساعى لارضاء ربه والساعى للزواج خصوصا لو كان عن حب.

انسان وبس ! يقول...

شعيب زوج احدى بناته لموسى عليه السلام عندما احس اعجابها به ( قالت يا ابت استأجره ان خير من استأجرت القوى الامين ) وبعدما تبين له انه شاب تقى
اذ انه ومن خلال احداث السقى التى يرجع لتفاصيلها الى كتب السيره وقصص الانبياء...فمثلا انه سقى لهما دونما غرض دنيوى وانما وجه الله تعالى ( فسقى لهما ثم تولى الى الظل )مش مثلا ضرب معاهم صحوبيه...

شعيب بقى عليه السلام عمل ايه ......لنرى

( قال انى اريد ان انكجك احدى ابنتين هاتين على ان تؤجرنى ثمانى حجج فان اتممت عشرا فمن عندك وما اريد ان اشق عليك ,ستجدنى ان شاء الله من الصالحين )

يعنى ابو العروسه هو اللى طلبه وكمان شغله وكمان يقوله ما اريد ان اشق عليك !!!! ستجدنى .....من الصالحين !!!

جواز وشغل وما اريد ان اشق عليك!!!

يارب ارزقنى بحما اقرب اليه .

لو كان ده المجتمع الشرقى اللى هو شماعتكم فانا فخور بالانتماء اليه.

ولكننا نحيا فى مجتمعات لا شرقيه ولا غربيه مجنونه يكاد جنانها يذهب بالعقول ولو لم يمسسها جان !!

تعانى من تخلف فى الفكر مش تقدم ترى قمة الحضاره.... رجعيه !!

وترى الرجعيه والرده الاخلاقيه... تقدم ورقى !!


نعيب زماننا والعيب فينا ....
....ولو نطق الزمان لراح يهجونا.

انسان وبس ! يقول...

ومن كان موسى حينها.......؟

ليس بنبى فلم تكن الرساله نزلت عليه وقتها ، بل كان رجل هارب من قوم فرعون، مطلوب القبض عليه لقتله نفس منهم ، فقير ( فقال ربى انى لما انزلت الى من خير فقير ) لا يملك من حطام الدنيا شىء الا نفسه ان امسكها الله عليه!

غير معرف يقول...

السلام عليكم

موضوع شيق اتمني ان اشارك برأي بسيط

مما يتضح من الموضوع ان الانسان لا يرضي بما حوله ويسعي لما هو أبعد من تحت شعار الحرية - وهنا لب الموضوع

اذا كانت الحرية سأجني منها ثمار للنمو والنضوج فنعم الحرية في محيط التعاليم السامية للدين كما ذكر الاخ انسان بلا عنوان - عند ذكر زواج سيدنا موسي من بنت شعيب

ولكن اذا كانت الحرية ستكون في محيط الاختلاط المنافي للقيم فبئس الحرية

والحرية لتحقيق الذات شئ جميل مع معرفةالامكانيات الشخصية لتحقيق ذلك وليس للهروب من مشاكل اجتماعية ينبني عنها هروب من الواقع الي واقع مؤلم حيث يكون الانسان وفتها فريسة للآلام وما أكثر الصياد في هذه الغابة ( الحرية )

وابلغ الاخ / انسان بلا عنوان انني تزوجت باسهل امور الزواج من الطرفين ( بيت اهل البنت زوجتي الحاليةحبيبتي وام اولادي وملاذي اذا ضاقت بي الضروب ) و ( بيت اهلي ) فكان زواج مبارك والحمد لله

فعلي كل فرد ان يرضي بما قسم الله له سيكون أسعد مخلوق في هذا الكون