
فى بداية انتقالى الى عملى الحالى لفت نظرى أن الOffice Girls أو الTea Grils داخل شركتنا لا تستطيع تميزهن عن باقى الموظفات من حيث الملبس أو طريقة الكلام أو الاعتناء الخاص بمظهرهن فهن اما حاصلات على درجة البكالريوس أو فى أسوء الفروض حاصلات على دبلوم
المهم .. استرعت «مروة» انتباهى ..فهى محجبة.. جميلة.. تبدو فى أوائل العشرينات.. سمراء.. نحيفة.. لها عينان واسعتان.. تختلف عن باقى ملامح الوجه التى تتسم بدقتها الشديدة.. تغطى وجهها طبقه كثيفة من مساحيق التجميل ..تجيد اختيار ملابسها بذوق بسيط خالى من التكلف. فمروة -اجمالا- بنت جميلة جدا.. ولكن ما اسنوقفنى أمامها أول مرة هى أظافرها الطويلة جدا سألتها عن سر طول أظافرها المخيف فقالت:
-أصلى وأنا عندى 17 سنة حصلت لى حادثة وضوافرى هى اللى أنقذتنى.. ومن ساعتها لبست الحجاب.. وحافظت على ضوافرى
تحرك فضولى اياه لكشف ملابسات علامات الاستفهام التى تجسدها مروة فسألتها عن الحادث فقالت:
-أنا أول ما خلصت الدبلوم اشتغلت فى الشركة هنا على طول ..يعنى ما اتمرمطش برة ..كان ساعتها عندى 17 سنة. وفى يوم كنت مروحة أنا وزميلتى وكان الوقت متأخر فقلنا ناخد تاكسى ونتشارك سوا فى الأجرة ..وصلت زينب العباسية وأنا كملت لرمسيس .. قعدت سرحانة بلعب على الموبايل..لقيت المشوار طَول قوى.. بصيت من الشباك لقيت حتة غريبة سألت السواق: هو احنا فين؟! فقال لى: أنا أخدت طريق مختصر أصل النهارده الخميس والشوارع زحمة.
ما كنتش مخونه أصلى كنت لسه صغيرة ومش فاهمه. فكرت أقول له نزلنى على جنب ..بس الشارع كان فاضى.. غالبا كنا قى الحى العاشر فى مدينة نصر.. مش متأكده.. ومرة واحدة التاكسى وقف.. بصيت حواليا مالقتشى صريخ ابن يومين..
وهنا احتبس صوت مروة بعض الشئ وحاولت جاهدة أن تستكمل الحكاية كى تشبع فضولى الواضح فى اتساع عينى و اصغائى الشديد وأستطردت فى وصف ملامح السائق الأربعينى الذى نزل من التاكسى وفتح الكبوت الأمامى متظاهرا بوجود عطل ما فى السيارة وبعد أقل من دقيقة طلب منها أن تساعده فى تصليح العطل بأن تجلس فى مقعد السائق وتضغط على دواسة البنزين كى تدور السيارة. وبالفعل جلست مروة فى مقعده وكانت لا تعلم أين دواسة البنزين فانحنت بجسدها كى تراها , فاذا بها تشعر بحمل ثقيل يرتمى فوق ظهرها ويد السائق تحاول أن تتسلل الى صدرها. حاولت مروة الصراخ ولم تقدر وبالكاد رفعت ظهرها المنحنى وبكل ما أوتيت من قوة دببت أظافرها فى لحم وجهه .. فتراجع السائق بضع خطوات .. وعاد بعينين متقدتين بكل الغل الموجود فى الكون .. وفجأة شعرت هى بتنميل فى ظهرها وشعرت بأن سائل دافئ قد صب على جسدها ولم تقوى على الحراك .. ورأت مروة السائق وهو ينزع سلسلتىها الذهبيتين من عنقها وخاتمها و غوايشها من يديها .. أصيبت مروة بحالة خدر شديدة, يبدُ أن السائق قد حَمَلها ووضعها فى الكنبة الخلفية للسيارة .. شعرت بيديه تنتهكان جسدها .. وسبحان الله فقد عاودتها قوى غريبة جعلتها تصرخ وكأنها تنادى للقتال ومدت يدها تجاه وجهه وشعرت بخلاياه تحت أظافرها ورأت وجهه غارقا فى الدماء .. عندما شعر السائق بسخونة الدماء على وجهه رأت عينيه تملأهما نظره تخل من المعانى وكأنها لحيوان نافق شاء القدر ألا يغلقهما قبل الموت وطوق عنقها بيديه وشعرت هى بضغط هائل على روحها .. وهنت مقاومتها ..وزاد الضغط شيئا فشيئا .. وفقدت الوعى..
عند هذه اللحظة نظرت الى مروة بعينيها الكحيلتين وقد زاد بريقهما واستطردت قائلة:
فتحت عينى لقتنى فى عربية الشرطة .. رفعت ايدى لقيتها غرقانة دم.. ما عرفتش دا دمى ولا دم السواق ..سألنى الظابط عن تليفونات عائلتى وسمعتهم بيتناقشوا يودونى فين؟ .. سمعت واحد من اللى كانوا فى العربية بيقول نوديها المستشفى بس الظابط صمم انه ياخدنى قسم الشرطة الأول لاثبات الحالة.. ورحت فى دنيا تانية ..
التقطت مروة أنفاسها بصعوبة وصمتت لبضع ثوان ثم أخذت تحكى عما التقطته أذناها فى قسم الشرطة وهى فى شبه حالة أدراك
فقد سمعت صوت أخىها يسب ويلعن جميع الموجودين لاحتفاظهم بها فى القسم بينما تسيل الدماء من جسدها فصرح الضابط الموقر أنهم قد طلبوا سيارة الاسعاف وهى فى طريقها الى القسم الآن. أنتفض شقيق مروة وصرخ فى الجميع وقام بحملها ليأخذها الى أقرب مستشفى قيل أن تتصفى آخر نقطة من دمائها فاعترض الضابط طريقه ورفض خروج مروة من قسم الشرطة بدون سيارة اسعاف فثارت ثائرة أخىها ورمى بطاقته الشخصية فى وجه الضابط قائلا: « لو أختى ماتت فى القسم هحملك المسؤلية كاملة» فرضخ الضابط لرغبته .. وسقطت هى فى حالة كاملة من اللاوعى .
تلاحقت أنفاس مروة وهى تجلس أمامى بجسدها الضئيل ثم شهقت بعمق لتستكمل باقى التفاصيل وقالت:
يمكن لما سمعت صوت أخويا اطمنت . وحسيت انى دلوقت بس أقدر أنام . وبعد كام يوم -حسب ما قالوا لى بعدين فتحت عينى ولقيت نفسى فى العناية المركزة. لقيت دكتور بيمسك ايدى ويطبطب عليها وبيقول لى « حمد الله على السلامة. انتى تحمدى ربنا انك لسه عايشه .. طعنة السكين أصابت الرئة»
- هو انا اضربت بسكينة؟!
فهز الطبيب رأسه وقال محدثا أخى:» نتيجة لدخولها المستشفى بعد ساعتين من الحادث فقد حدث تجلط للدم فى الرئة.
فى تانى يوم لما اختليت بالممرضة طلبت منها تحكيلى تفاصيل الحادث فقالت:
بعد ما السواق أخد صيغتك وضربك بالسكينة فى ضهرك .. ولسه هيعتدى عليكى ..من حسن حظك كان فى شاب بيشرب سيجارة.فى البلكونة - غالبا من ورا أهله - وشاف السواق وهو بيخنقك ..فجرى عليه هو وأهله و مسكوه..وفى القسم قال السواق انك كنتى راكبه مع واحد هو اللى عمل فيكى كده.. وهو كان بينقذك وواخدك على المستشفى..
وبعد شهرين من وجودى فى المستشفى.. دخلت على ست ما أعرفهاش وقالت أنها مرات السواق.. وقعدت تعيط بحرقة وتوسلت لى أنى أتنازل عن القضية علشان سمعة بناتها و حلفت بالمسيح الطاهر أنها عمرها ما هتنسى لى الجميل ده.. فى نفس اللحظة دخل أخويا من الباب ولقاها مكفية على ايدى بتبوسها فجرجرها من شعرها وضربها بالقلم وخرجها من الغرفة وقفل الباب ..ورجع لى وباسنى فى جبينى وقال لى «ماتخافيش .. طول ما أنا جانبك .. ما تخافيش»
تراجعت مروة فى مقعدها .. وابتسامة رضا تعتلى وجهها الطفولى وقالت:
عارفة القضية لسه ما أتحكمش فيها رغم أنه فات على الحادثة أربع سنين .. وصدقينى بحاول أنساها بس العاهة المستديمة اللى سابتها فى رئتى ولازم أفضل أتعالج منها بقية عمرى بتفكرنى أنى لازم أخد باللى من ضوافرى اللى أنقذتنى من الموت والاغتصاب.