الثلاثاء، 12 مايو 2009

حلم...



صعدت السلالم الخشبية، رافعة كعب حذائى العالى قليلاً الى أعلى، كى لا أحدث صريرا بدرجات السلم المتآكلة. كان المكان غارقا فى الصمت...خشيت ألا أجده... دخلت غرفته بهدوء، ورأيته غارقاً فى رمادية مكتبه، يجلس بهدوءه المعتاد، يتحدث فى التليفون. بُهت من شعيراته البيضاء التى أتسعت سطوتها على رأسه.. وهالتنى نحافته. أغلق الهاتف دون استئذان, ونظر فى عينى بحب صامت.. بادلته النظرة بأخرى فرحة برؤياه. أغلق الهاتف، وسألنى إن كان نائماً... جاوبته نفياً، وأقتربت من خده أقبله، فناولنى الآخر فى لهفه, ورفع عينيه الكحيلتين الدابلتين وقال:
- أنا ما نستكيش ولا لحظة
ضممته الى صدرى، وتحسست عظامه الناتئة ... غصت فى رائحته العتيقة - التى أتعرفها على بعد مئات الأمتار ككلب بوليسى مدرب - هى سنوات عمره وعطره الكلاسيكى وعرق حميد محبب الى ممتزجين فى عبق الروم الذى يهواه. جمعت قواى كى لا أتوه ثانية فى متاهاته التى لا أول لها ولا آخر، وسألته عن الفترة التى لم أراه فيها منذ فراقنا. فجاوبنى بأن أوجاع الدهر لا تختصر فى سؤال عابر. أغمضت عيونى وأرتميت فى أحضان حلمى الذى فقدته منذ أمد.

وسمعت صوت ابنتى ينادينى॥ فتحت عيونى وأنا تائهة وحزينة وجدتنى فى سريرى وذراع زوجى الضخمة تطوقنى وشخيره يصم أذنى ورائحته تحاصر أنفى وصراخ ابنتى -التى هجرت حبى منذ سنوات كى انجبها- يعلو تدريجيا.. نهضت من سريرى دون أن أدرى أيهما كان حلماً... وأيهما مازال كابوس।

هناك 6 تعليقات:

دماغ ماك يقول...

howa men emta e7na 3arfen elly e7na 3aysheno da 7elm wala 7a2e2a..mesh momken maslan nes7a fag2a fe yom men kol elly e7na 3aysheno delwa2ty we kol wa7ed fena yetla3 aslan 7ad tany bas da 7elm we tewel

77Math. يقول...

بائسة جدًا

غير معرف يقول...

حلوة اوى ياعبير بس احسايس صعبه اوى اوى
بس صح اوى وحلوى اوى
بجد انتى هايلة

V.Hayat يقول...

رائعة كالعادة

تحياتى

عمرو يقول...

مش قادر ولا في دماغي غير كلمة واحدة
آآآآآآآآآآآه

غير معرف يقول...

احسنتي
حلو جدا