كان عيد ميلاد «ميمو» - ابن أخى والحفيد الأول فى العائلة -قد حان بعد عدة أيام.. ولما كانت زوجة أخى قد أرسلت لى «عطر باريسى» باهظ الثمن فى عيد ميلادى الأخير ووقعته باسم «ميمو» فقد توجب على أن أشترى له هدية تحمل طابع خاص.. ولحبى الشديد لهذا الطفل اللمض هاتفته وأجرينا الحوار التالى:
-قول لى بقى يا سى ميمو هاتكمل كام سنة؟
فأتانى صوته: دول.. بالطبع توقعت أنه يرينى عمره معتمدا على أصابع يده فقلت:
-دول يطلعوا كام يعنى؟!
- دول تلاتة يا عمتو ..أنت مش بتعرفى تعدى ولا أيه!!
أغاظتنى لماضته فقلت: لا يا حبيبى باعرف أعد. بس أنا بعيدة قوى عنك.. ومش شايفة كويس.. المهم قول لى تحب أجيب لك أيه فى عيد ميلادك؟
وجاوبنى الصمت فعلمت أنه أخذ يفكر ويفكر ..وفاجأنى قائلاً:
-تسمعى عن حاجة اسمها كومبيوتل (يقصد كمبيوتر فهو ألثغ فى عدة حروف)؟
ولما كانت إجابته فى شكل سؤال ينتظر إجابة وأنا لا أريد أن أضحك فدائما بيننا «معاهدة ناس كبار» فى إدارة أى حوار فجاوبته باحدى ردودى المائعة: يعنى.. بس انت هاتعمل ايه بالكمبيوتر ده؟
وكانه انتظر سؤالى طويلاً..فانطلق كالسهم شارحاً: بصى يا ستى أنا أدوس على أول زلال (زرار) يطلع لى تايجل (تايجر بلغتنا العربية المنقرضة).. أدوس على تانى زلال (زرار) يطلع لى هاييناص (مش عارفة يعنى أيه ساعتها)... أدوس على تالت زلال (زرار) يطلع لى.....وصرخ بعلو صوته ... ليون كينج.
سألته بتردد شديد: هو يعنى أيه هاييناص يا ميمو؟
فرد مسرعاً: يعنى..يعنى.. مش عالف (عارف) بقى بس هو شبه الكلب وخلاص
وعندما ذهبت لمحل لعب الأطفال الشهير كى ابحث عن كمبيوتر لعبة أخبرتنى البائعة أن لديها كمبيوتر لشخصيات الكرتون الشهير «ليون كينج» سألتها بخجل: طيب والهاييناص دا يطلع أيه؟ فأخبرتنى انه الضبع باللغة الإنجليزية.
وفى يوم ميلاده أهديته الكمبيوتر فلم يبدى أى فرحة زائده و بعد اطفاء الشمع أخذنى من يدى وسحبنى الى غرفته وقال:
-تعالى نتكلم كلام كبارل (كبار)
-ياللا
- ألا قولى لى يا عمتو.. هو انت ليه مش عايشه فى بيت باباكى؟
فاجأنى السؤال وكعادتى معه فى معاهده الناس الكبار أن أرد له السؤال اذا لم أستطيع الرد فقلت: تفتكر انت ليه يا ميمو؟
-علشان انت بتشتغلى فى مصل (مصر).
وصمت بعض الشئ ثم قال وكأنه تذكر شيئاً: بس أنت ليه مش بتشتغلى هنا؟
وأعدت الكره ورددت له السؤال ثانية: تفتكر انت ليه؟
-علشان الشغل بتاعك موجود فى مصل (مصر) وهنا مافيش شغل كويس
أدهشنى هذا الببغاء الصغير.. لابد أنه سمع هذا الحوار أو بعض منه من قبل.. فمن المؤكد أن سنوات عمره الثلاثة لا تستيطع حمله على التفكير بهذا الشكل. فسألته:
-ألا انت مش شايف ان الكلام ده كلام ناس كبار قوى
- أه مش أحنا بنتكلم دلوقتى كلام ناس كبال (كبار)؟
- ماشى.. بس انت سمعت الكلام ده فين قيل كده؟
فضحك بلؤم طفولى جميل ووضع كفه الصغير على فمه وإقترب منى وخفض صوته الضاحك قائلاً:-
-أصل أنا سمعت ماما وتيته بيقولوا الكلام ده النهالده (النهارده) الصبح.
وبنفس طبقة صوته الهامسة سألته: ولما انت سمعتهم بيقولوه النهارده الصبح بتسألنى تانى ليه؟
فاجأنى برده بعد أن عاد لنبرة صوته العالية الواثقة وقال: لأ أنا بس حبيت أتأكد من المصدل (المصدر)
لم أملك الا ان أحتضنه وأزغزغه وأفعصه من اللعب وأكله عن آخره .. وانا أردد: يا خراشى على اللماضة!!!
علمنى ابن أخى فى عيد ميلاده الثالت أن الهاييناص هو الضبع وان على أن أتأكد من صحة الأخبار من مصادرها وأن اللماضة ذلك الكنز الذى لا يفنى هو شعار الجيل القادم. وسلم لى على اللغة العربية المنقرضة.
هناك 4 تعليقات:
يا عسولة
ماشاء الله
ربنا يخليه لأختك يا رب
جميل قوي
يلا هو التعليم ببلاش يعني
لازماص و حتماص يكون بعد جهد جهيد
بس حلوة اتأكد من المصدر دية
ماشاء الله
ربنا يجعلة الذرية الصالحة يا رب
دمتي سالمة
سلامُ عليكي
حلو جدا
بس متهيألي هو الفروض يتعلم انهماينقلش كلام سمعه
تحياتي ليكي
زي العسل ما شاء الله
بوست جميل أوى
بصراحة .. لمض لمض يعنى
.........
ربنا يحفظه
إرسال تعليق