سئمت هى كل قصص الحب التي لا تكتمل. تعبت روحها الملولة من تكرار سذاجة اللعبة في كل الحكايات. نظرت خلفها ووجدت ان اللعبة نمطية... تختلف الاضاءة و الملابس و الديكور و الاسماء ولكن المضمون متشابه الي حد التطابق. تتكرر في ذاكرتها المشاهد.. بابطال مختلفين.. أود أن أعلمكم بطبعها الاساسي ... «الملل» ... و طبعها الثانوي ... «عشق السباحة ضد التيار».
فهي باختصار مغامرة ملولة .. و ان اردتم بعض الملامح الاضافية اخبركم عنها ... هى طفلة... حنونة.... معطاءة... متدفقة.... دافئة ... محبة للحياة ... وللشجن في كثير من الاحيان ... عنيدة... مرهفة الحس ...
أما عنه.. فهو - بالرغم من إختلاف الأسماء - دائما فارس.. يعشق النساء..(فهى تعشق دور المحظية المصطفاة).. مقدام.. جسور... مختلف .. مثقف.. فنان.. حساس.. غالبا ما يكبرها بسنوات عديدة.. فالنضج الذى تضفيه سنوات العمر على الفارس .. يكسبه رونق شديد الخصوصية..
تدخل هي بكل معطياتها علاقة حب ... فلا يصمد امام تركيبتها الانسانية و الجسدية من تختاره... تبدا الحكاية من شهر عسل متدفق.. هي تحب العطاء... و هو طفل لا يمل من الاخذ الدائم.. خصوصا و ان كل عطاء منها هو نوع مختلف عن مثيله لدي الاخريات. فلديها في روحها دور خلقت لأدائه .. و لكنه لم يتاح لها يوما... كانت هى أم بداخلها.. وهو على الدوام طفل مترقب. والأم عندما تهب طفلها لا تنتظر منه شيئا سوي بنوته .. واذا تمرد هو علي الطفل بداخله و قرر الرجولة ياتي اليها مجددا فقد كانت انثي بكل المعاني.. لم تكن امومتها و انوثتها هو كل ما يحتاجه...اراد صديقا فكانت له كصديق رجل... اراد ندا فكانت له ... وكلما اراد هو ...كانت هي.
يبدا هو في التملل كطبع كل الرجال .. يريد خيانة ليتاكد من صدق مشاعره تجاهها.. وليؤكد لروحه انه لم يصبح طيع لها ..وان لديه مفتاح سري للهروب اذا ما أصابه الملل... فيذهب لأول خيانة.. و يعود مسرعا إلى حضن امه التي كسر مرآتها... فتتلقفه لانها رات الفزع في عينيه .. تغلق عليه ذراعيها.. وتضع ذقنها فوق راسه.. و تغمض هى عينيها كى ينام هو... و تسيل قطرات من الدموع لتبلل راسه ربما تلين...
تمر الاسابيع و يهدأ روع الطفل.. و تصلح هي مرآتها التى كسرت.. فيبقي اثر مستتر لشرخ ليس بالقديم........تراه هي بوضوح و يصعب علي عين الطفل التقاطه... و لكنها راضية بعودته اليها بعد رحلة صحراوية لم يخبرها بها.... ينعما سويا بروح جديدة ... فقد تعمق فيهما الحب وفرد جذوره في قلبيهما بعد خيانة تاكد هو من خلالها من حبه لها و تاكد لها بعودته دامعا مدي انتمائه اليها.
و يعود نهر العسل للتدفق ... وتزدهر الظلال الوارفة التي يحتميان بها من الحياة... فالحياة تعطيك حلمك ان كنت مخلصا له و لكنها تمارس عليك الغواية باحلام اخرى لها بريق مختلف... فيبدا هو فى التململ ثانية... و تتكرر الخيانة.. فهو لا يريد أي مسئولية ...حتي مسئولية اعترافه بالانتماء اليها... سقط عنها حلم الامومة لتبقي هى الانثي و الند...
«لا مسئوليات» اصبحت هي الحالة المشتركة .. هو برغبته وجزعه.. و هي من منطلق ما فيش حد احسن من حد.....
الآن تقف هى أمام مرآتها التى كثرت شروخها المستترة.. ترى ألف وجه.. وألف خيانة .. وصندوق ذكريات أليم .. تمعن النظر فى تفاصيل وجهها فترى بعض علامات العمر قد بدأت فى الزحف اليها .. فلا هى أم ولا هى حبيبة ولا هى حرة ...
رمت هى بمرآتها القديمة وابتاعت أخرى جديدة .. وكطفلة يتيمة تفرح بكل ما هو جديد.. فتحت نوافذها وأمسكت بالمرآه وعلقتها فى بؤرة الأضاءة.. وأستعدت للنظر الى روحها.. واستغربت بشدة عندما وجدت أن ملامحها كانت كما هى ..لم تتغير..
هناك 5 تعليقات:
رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعة
الطبيعةالانثوية طبيعة معقدة و حتى فى ابسط حالاتها
النفس البشرية بصفة عامة معقدة حتى فى أبسط حالاتها يا سمير
اوافقك
ولكن ذلك ينطبق بصفة خاصة على المرأة والشرقية منها بصفة خاصة نتيجة لامور كثيرة معقدة فى تكوين مجتمعنا الثقافى والاجتماعى والذى خلق الكثير من التشوهات النفسية لدى الذكور والاناث على حد سواء
توبيك رائع ومعانى حقيقية جدآ جمعت عصارة وخلاصة العلاقة بين الأدم والحواء بملامحها وتكراريتها الخادعة دومآ ,, لكنى أختلف بشدة مع تعبير شراء مرآة جديدة فهذا مستحيل وما هو الا خدعة ذات بريق فالمرآة عاكس للروح ولا يمنح الأنسان الا روح واحدة فقط ولا يمكن أستبدالها ابدآ ,,,
إرسال تعليق