فى قلب ليل القاهرة تقف «حياة» فى نافذة شباك «عم نجيب» ..صديقها العجوز .. الذى يرفض هذا الوصف.. فطالما طالب «حياة» ألا تنعنه بالعجوز.. وطالما أخبرها أن العجوز من العجز.. وهو يرفض فكرة العجز.. ويفضل الشايب أو حتى العايب..
تتطلع هى للبراح.. وترقب عن قرب الوجهات الخلفية لبعض العمارات القديمة...أمامها مباشرة سور قديم لملجأ تطل منه عشرات الاشجار لتتكئ برفق علي بقايا القاهرة القديمة..تقطع الكون نخلة تلمس السماء باباء ..والمدي تسكنه بيوت مصر القديمة .. يمتد النظر واصلا الي قمم عمارات القاهرة الجديدة بالمنيل.. ترى تلك العمارة الحديثة التى طالما أسمتها «عمارة بم بم» وهى الآن مضاءة باعلان لشركة عقارات بالنيون الابيض .. تلك الإضاءة الزاعقة التى لتفسد علي «حياة» متعتها في متابعة القمر الحيي الذي يتواري من عيونها خلف سحب رمادية.
تستنشق «حياة» الهواء بعمق.. وتنظر الى السماء.. لتري لوحة تسحر القلوب لفنان لا تنضب ادواته.. ياتي الي أذنيها صوت عبد المطلب وهو يغني :بتقول وتعيد لمين؟! .. وبتشكى لدا .. ودا.. !!! الناس المغرمين ما يعملوش كده..!!! ... دول مهما اتألموا...بيداروا ويكتموا.. ولا يوم يتكلموا.. ويشمتوا العدا.. الناس المغرمين ما يعملوش كده...!!!
يحملها صوت عبد المطلب الى زمن لم تنتمى اليه ابدا .. تتحرك أشجانها فتنتشي للكون وتتمايل مع الالحان الودودة لهذا الزمن الذى لا يوجد الا في بيت «عم نجيب» تتابع انفاسها وتاخذها اذناها لاصوات القاهرة القديمة من جديد... ترهف الحس للاصوات الضعيفة القادمة من البيوت فتملاها الحسرة علي هذا الشعب الطيب.. والزمن الغير طيب.. يوقظها صوت «عم نجيب» الذى يأتيها من داخل المنزل وكأنها يصلها عبر الأجيال قائلا:
-ما تيجي يا حلاوة اغلبك عشرة طاولة؟! فتجيبه - وهى لا تزال تتكئ على افريز النافذة- بطفولتها المحببة أليه :
-يالا يا عسل بس هو تصحيح بسيط.. انا اللي هاغلبك عشرة طاولة..
تنظر الى داخل الغرفة وتراه أمامها يبتسم لها بطفولة تضاهى براءة ضحكاتها و بأصرار يفوق عندها وحب وتحدى واضحان ويقول:
-عارفة يا بنت امبارح انتي انا اسمي ايه في المنتخب الدوري للطاولة؟؟...اسمي ابليس !!!
تبتسم له بكل الحب الذى تكنه ليس له وحده بل لزمنه بأكمله وتقول:
-عارف انى أدرجت مؤخرا فى المنتخب؟؟ واسمي المسجل رسميا عندهم أيه؟؟.. اسمي حوا !!!
وتقام عشرة الطاولة بين ابليس وحوا في الالفية الثالثة ...حوا في الثلاثين من عمرها وابليس في اوج ستيناته... والحق يقال لم يكتسب ابليس الاسم عن غير جدارة فهو له من الحيل الخادعة لابليس عجوز ما ليس لحواء التي تبني خططها على الهجوم دائما حتي و ان كان الدفاع خير وسيلة له...يلعب ابليس بحرفية الصائغ ويخدع الخصم بما لا يتوقع.. تسانده قوي خارقة من الحظ في بعض الاحيان حينما يوشك الدور علي الإنتهاء لصالح الخصم... اما حوا فهي بكل ذرة احساس حوا ...صبية .. طيبة .. تهوي الحياة التى سميت على اسمها...حساسة.. ساذجة في كثير من الاحيان رغم ادعئها النضوج ...وكل هذا الوصف لحوا لأن سياستها في اللعب تعكس حالها ....
أما عن حال أبليس فهو مأزوم بالوجود يأرق حاله الكون بأسره.. مثقل بهموم البشر.. يرفض الأنتماء اليهم.. والبعد عنهم.. يخشى على نفسه من نفوس البشر .. ودائما ما يبنى خططه لخداع الخصم فى الطاولة. تنخدع حواء بحيله النميسة.. فتتحرك بهجوم واضح لتعلم عند اقتراب النهاية أنه لم يكن سوى فخ من أبليس.. والغريب هو أن تفوز حوا فى نهاية العشرة عندما يدفع ابليس بنفسه للخسارة كي لا يزول بريق عينيها المحبب لديه.. كي لا يؤرق أبليس قلب العود الاخضر... كي لا تخسر حوا براءتها فتزول انوثتها....
ولأن اللعب على الخدمة فبعد انتهاء العشرة يذهب «أبليس» الى المطبخ لتجهيز الشاى وتعود «حياة» الى نافذة «عم نجيب» من جديد. ويأتها صوته مضفرا بعناية مع صوت عبد المطلب «الناس المغرمين بيكونوا حنينين ويخافوا ع الشعور ..الصبر بيخلقوه.. والبال بيطولوه.. ويشفوا الضلمة نور...الناس المغرمين ما يعملوش كده)
تتطلع هى للبراح.. وترقب عن قرب الوجهات الخلفية لبعض العمارات القديمة...أمامها مباشرة سور قديم لملجأ تطل منه عشرات الاشجار لتتكئ برفق علي بقايا القاهرة القديمة..تقطع الكون نخلة تلمس السماء باباء ..والمدي تسكنه بيوت مصر القديمة .. يمتد النظر واصلا الي قمم عمارات القاهرة الجديدة بالمنيل.. ترى تلك العمارة الحديثة التى طالما أسمتها «عمارة بم بم» وهى الآن مضاءة باعلان لشركة عقارات بالنيون الابيض .. تلك الإضاءة الزاعقة التى لتفسد علي «حياة» متعتها في متابعة القمر الحيي الذي يتواري من عيونها خلف سحب رمادية.
تستنشق «حياة» الهواء بعمق.. وتنظر الى السماء.. لتري لوحة تسحر القلوب لفنان لا تنضب ادواته.. ياتي الي أذنيها صوت عبد المطلب وهو يغني :بتقول وتعيد لمين؟! .. وبتشكى لدا .. ودا.. !!! الناس المغرمين ما يعملوش كده..!!! ... دول مهما اتألموا...بيداروا ويكتموا.. ولا يوم يتكلموا.. ويشمتوا العدا.. الناس المغرمين ما يعملوش كده...!!!
يحملها صوت عبد المطلب الى زمن لم تنتمى اليه ابدا .. تتحرك أشجانها فتنتشي للكون وتتمايل مع الالحان الودودة لهذا الزمن الذى لا يوجد الا في بيت «عم نجيب» تتابع انفاسها وتاخذها اذناها لاصوات القاهرة القديمة من جديد... ترهف الحس للاصوات الضعيفة القادمة من البيوت فتملاها الحسرة علي هذا الشعب الطيب.. والزمن الغير طيب.. يوقظها صوت «عم نجيب» الذى يأتيها من داخل المنزل وكأنها يصلها عبر الأجيال قائلا:
-ما تيجي يا حلاوة اغلبك عشرة طاولة؟! فتجيبه - وهى لا تزال تتكئ على افريز النافذة- بطفولتها المحببة أليه :
-يالا يا عسل بس هو تصحيح بسيط.. انا اللي هاغلبك عشرة طاولة..
تنظر الى داخل الغرفة وتراه أمامها يبتسم لها بطفولة تضاهى براءة ضحكاتها و بأصرار يفوق عندها وحب وتحدى واضحان ويقول:
-عارفة يا بنت امبارح انتي انا اسمي ايه في المنتخب الدوري للطاولة؟؟...اسمي ابليس !!!
تبتسم له بكل الحب الذى تكنه ليس له وحده بل لزمنه بأكمله وتقول:
-عارف انى أدرجت مؤخرا فى المنتخب؟؟ واسمي المسجل رسميا عندهم أيه؟؟.. اسمي حوا !!!
وتقام عشرة الطاولة بين ابليس وحوا في الالفية الثالثة ...حوا في الثلاثين من عمرها وابليس في اوج ستيناته... والحق يقال لم يكتسب ابليس الاسم عن غير جدارة فهو له من الحيل الخادعة لابليس عجوز ما ليس لحواء التي تبني خططها على الهجوم دائما حتي و ان كان الدفاع خير وسيلة له...يلعب ابليس بحرفية الصائغ ويخدع الخصم بما لا يتوقع.. تسانده قوي خارقة من الحظ في بعض الاحيان حينما يوشك الدور علي الإنتهاء لصالح الخصم... اما حوا فهي بكل ذرة احساس حوا ...صبية .. طيبة .. تهوي الحياة التى سميت على اسمها...حساسة.. ساذجة في كثير من الاحيان رغم ادعئها النضوج ...وكل هذا الوصف لحوا لأن سياستها في اللعب تعكس حالها ....
أما عن حال أبليس فهو مأزوم بالوجود يأرق حاله الكون بأسره.. مثقل بهموم البشر.. يرفض الأنتماء اليهم.. والبعد عنهم.. يخشى على نفسه من نفوس البشر .. ودائما ما يبنى خططه لخداع الخصم فى الطاولة. تنخدع حواء بحيله النميسة.. فتتحرك بهجوم واضح لتعلم عند اقتراب النهاية أنه لم يكن سوى فخ من أبليس.. والغريب هو أن تفوز حوا فى نهاية العشرة عندما يدفع ابليس بنفسه للخسارة كي لا يزول بريق عينيها المحبب لديه.. كي لا يؤرق أبليس قلب العود الاخضر... كي لا تخسر حوا براءتها فتزول انوثتها....
ولأن اللعب على الخدمة فبعد انتهاء العشرة يذهب «أبليس» الى المطبخ لتجهيز الشاى وتعود «حياة» الى نافذة «عم نجيب» من جديد. ويأتها صوته مضفرا بعناية مع صوت عبد المطلب «الناس المغرمين بيكونوا حنينين ويخافوا ع الشعور ..الصبر بيخلقوه.. والبال بيطولوه.. ويشفوا الضلمة نور...الناس المغرمين ما يعملوش كده)
هناك 6 تعليقات:
السلام عليكم
بجد بجد بجد
كلامك مش ينفع يتقال عليه غير جميل جدا والله العظيم
انا بقالى فترة بقرا فى مدونات بس بجد مش استمتعت بقصة زى اللى انتى كاتباها
اسلوبك بجد رائع
طلب صغنون عشان المدونة الجميلة دى
ممكن تشيلى كلمة تاكيد الكلمة بليز
سلاموز.
رائعه كالعاده
كي لا يؤرق أبليس قلب العود الاخضر... كي لا تخسر حوا براءتها فتزول انوثتها
تعبير جديد عليا، رغم ان كتابتك نفسها مش جديدة عليا
عجبني قوي الربط بين اكتمال البراءة وتمام الأنوثة مع إنها مش الرابطة اللي دايما بتتحقق
منتهى الجمال
انتى مبدعه بشكل وخيالك جميل بشكل
وقلمك مطوعك جدا
تقبلى مرورى
وتحياتى
العزيزة عبير
ارجو زيارتي فى مدونتى للأهمية
لدي لك واجب تدويني
لك حبي وتقديرى
اولا لا تعليق علي الجمال الحقيقي لان الكلمات بجد لاتصف روعة ما قرات
وانا محظوظه اني وجدت مدونتك الجميله لانها بكل جمله فيها وكل صوره هي تحفه ادبيه وفنيه وياريت اعرف انتي بتجيبي الصور دي منين
شكرا علي امتاعك لينا بفن حقيقي وجميل
إرسال تعليق