عتاب
الجيزة فى الأول من يوليو 2008
كتبتُ إليكِ من عَتَبِ...رسالةَ عاشقٍ تَعِبِ.
رسائلهُ... منازلهُ... يُعَمِّرها بلا سببِ.
يعود إليك عند الليل... حين تأوه القَصَبِ.
يسائلُ كيف حال الدار !!..كيف مطارح اللعب!!.
و يمسح دمعةً سبقتك... رُغْمَ تمنع الهُدُبِ.
أنا أعطيت هذا الليل... أسمائي و هاجر بي.
جعلت نجومه كتباً ... رسمتك نجمة الكتبِ.
صغيرتى زينة...
قبل أن أبدأ هجومى عليكِ أهديكى أغنية فيروز «نجمة الكتب» لأذكرك بغلاوتك التى لا تقل فى أى حال من الأحوال عن غلاة أبراهيم ولدى، ولكنى فى ذات الوقت لا أعتبرك ابنتى .. لأن ما بينى وبينك هو صداقة وندية لا مقام فيها لسلطة أب، أو صغر عمر ابنته.. وبالرغم من رعونتك المعهودة، الا أنى فى أحيانٍ كثيرة أشعر بأنك الأكبر سناً... وأنى أنا الأبن لا أنت.
يا صغيرتى أنا أشفق علي حالك الوَتّرِ... كما أشفق على جيلك بأسره.. ما أنتم يا غاليتى الا ضحايا هذا الزمن العويل .. فأنا أشهد أحوالكم عن بعد وتبهرنى قدرتكم على التأقلم مع منغصات الحياة. وربما أحد أسباب علاقتى الوثيقة بك هو رغبتى فى إبقاء نافذة مواربة على مجريات الأحداث، فى وطن كان لى يوما سكن.. ولم يعد منذ زمن طويل بعد الخيبات المتوالية التى دهست تطلعاتنا فى مصر أفضل. كنت -يوماً ما- أملك قلب أخضر كقلبك.. ولكنى لم يكن لى -أبداً- صلابتك ولا قدراتك على قهر كوابيس الحياة. ربما هذه هى المرة الآولى الى سأصرح لك فيها بسب حبى الشديد لك فأنت أدهشتينى بعد أن تعدى عمرى الخمسين حيث لا إحتمال جديد للدهشة.. حين أتيت الى وعمرك سبعة عشر عاما تطلبين العمل معى كمساعدة فى أحد أفلامى.. كنت فى ذلك الوقت منتشر ومن أكثر المخرجين عملاً. وعرفت منك أنك من الصعيد وأنك قد تحديت مجتمعك بأكمله كى تأتى الى القاهرة لدراسة السينما.. وراقبتك عبر خمسة عشر عاماً -هى تاريخ علاقتى بكِ ـ وفى كل خطواتك تبهرنى قوة قلبك التى كانت تتجسد لى حتى فى دموعك.. كنت -ومازلت أثق فى ذكاءك وأعلم أن مع كل دمعة تنزل من عينيك .. حكمة تصعد الى عقلك.. أنت بنت طيبة وقلبك نظيف خالى من العفن المنتشر فى النفوس ولكنك قليلة الحيلة أحيانا مع نفسك بالرغم من تظاهرك بعكس ذلك أقصد تحديدا موقفك مع العربى الشحات فقد كنت ضعيفة فى التعامل معه... وخطؤك كان فى إساءة التقدير. بمتهى البساطة عربى الشحات ليس مثلك وأنت تعاملتى معه بحسن نية (لا تمنع الهلاك»
دعينى أخبرك القليل عن العربى ابن الحقبة الساداتية التى أفرزت مجموعة من المشوهيين .. تمعنى فى شباب هذه الفترة وأشيرى لى على متفرد حقيقى بينهم!!، عن مبدع أصيل!!.، عن أنسان بمعنى الكلمة!!. كل أبناء عصر الإنفتاح - وأستثنى منهم القليل - يرفعون شعار «توتو على كبوتو» أو «أبجنى تجدنى». عصر مادى، لا مكان به للإنسانيات. والنتيجة أشباه آدميين والمسمى الأدق «طفيليات أنسانية» تعيش على الآخرين.
بأختصار العربى الشحات عاطل لا يعمل، ويتخذ الفن ناصية يجلس تحتها طوال الليل والنهار. فهو يبدأ يومه فى حوالى الثالثة عصراً أو ربما بعدها...ا يشرب قهوته وسجائره، ويرازى فى امرأته المريضة التى غالباً ما يرسلها الى أهلها معظم الوقت وهى ترضى لكونها مريضة ولكونه «فنان» فلابد له من الإنطلاق.. يخرج العربى من بيته بعد قراءة الصحف الى القهوة.. يجلس عليها طوال النهار يلعب «الطاولة» ويقابل الكثيرين من أمثاله العاطلين الذين يطلقون على أنفسهم «فنانين» وفى المساء يذهب الى أحد التجمعات المنزلية مثل بيتى الذى تسمينه انت « قهوة الحيارى» أو كما يسميه أبراهيم عندما يأتى لزيارتى «بيت من لا بيت له» حيث التجمعات اليومية للكثير من الأصدقاء الصحفيين، والكتاب، والمخرجين، والموسيقيين.
لقد أصبح العربى زبون دائم عندما جاء لزيارتى ذات مرة مع عبد الحفيظ الدراملى السناريست «منك لله يا عبد الحفيظ هو اللى بلانى بالبلوة السودا دى» منذ حوالى خمسة أعوام. وكان العربى قد فاز لتوه بجائزة الدولة التقديرية عن عمله الأوحد «مكتوب» ومنذ سلامى الأول عليه أقتحمتنى نظراته الثاقبة المتبجحة التى شعرت وكأنه يتسلح بها ضد حكم الناس عليه. فهو لديه عقد نفسية مرتبطة بأسمه وأخرى بمظهره.. حيث قصر قامته ـالتى لا تتعدى متر وأربعين سنتيمترا- ونحافته الشديدة.
المهم اعتاد العربى على زيارتى كل يوم تقريبا للعب الطاولة وأحيانا لإقتراض نقود ودائما لأن ليس لديه شيء آخر يفعله..أقول لك كل هذا لأوضح لكِ أنه ليس بصديق.. ولكنه مثل كثيرين غيره يقصدون منزلى لأعتقادهم بأنى عجوز خَرِّف يأكلون ويشربون وينامون على حساب صاحب القهوة اللى هو سيادتى... بإختصار أنا أشفق عليه لأنه مريض نفسى، ومنبوذ من الأوساط الأخرى؛ لأن ما فعله معك فعله من قبل مع كثيرات غيرك يا زينة. فلعبة «أنا شفتك فى فيلم جنسى» لعبة قديمة تبدأ عندما يحاول أن «ينط على واحدة» -آسف لأستخدامى لهذا اللفظ؛ ولكنه ضرورى لتبليغ المعنى المقصود.-.وترفضه.. هنا تطهر العقد النفسية و يبدأ هو الأسطوانة المشروخة أياه التى سمعتيهاا!!!. وأتوقع أنه بعد فترة سيحاول أقناعك بالزواج منه ككرت أخير... كما يفعل هو داذما.... آدى يا ستى رجالة ومبدعين آخر زمن!!!!!!!
على العموم أنتهزت هذه الفرصة السانحة لأستأصله من حياتى.. فهو كالمرض اللعين أذا تمكن من الجسد يصعب أيقاف زحفه.. فبعد أن وصلتنى رسالتك الماضية وعند أول زيارة له فى منزلى طردته على الفور وطالبته ألا يحاول الأتصال بك مجددا. وأعتقد أنه لن يزعجك بعد الآن.
فلنعود إليك أينها الحبيبة الزينة.. أنت مخطئة.. ولا أستطيع لوم أحد غيرك.. فحين جاء اليك ليبلغك أنه شاهدك فى فيلم جنسى كان لابد أن يكون ردك: وأنت مالك يا ابن ...... كذا.... وكذا... وكذا... أنا ولا مش أنا؟!!! وانت مال .... أمك!!!!!!! أيوا أنا بقى.. ليك حاجة عندى؟!! وعتبى الأعظم عليك هو لماذا أدخلتيه بيتك؟!! وأقول لك ختاماً قول يوحنا بولس الثاني «العالم كائن حي، لكل واحد منا شيء يحصل عليه من الآخرين، وشيء آخر يعطيه لهم».
كل الحب والحنان من
فؤاد الراهب
فؤاد الراهب
أصدقائى...
الحكاية قربت تخلص
هناك 14 تعليقًا:
صح.. كان لازم ده يبقى الرد وانت ماللك يابن كذا وكذا .. صح جداا..
اتمنى تكون النهايه جريئه ورادعه لاشكال شحاته ده..
قربت تخلص بسرعة كده
أنا كمان عندي نفس السؤال .. ليه دخلته بيتها أصلا و إزاي سمحت لحد يبات عندها و هيا مكانتش عاوزة تشوفه أصلا؟!!
بجد امثال العربي الشحات ده وواضح انه اسم على مسمى بيسموا كمان طفيليات
تحسي انهم واخدهم العشم بدون اي لازمة مع الناس كلها
بس الناس دي لما بتاخد على قفاها فعلا بتعرف انهم كانوا ماشيين باسلوبهم ده مع الشخص الغلط
منتظرين نهاية القصة
تحياتي
hebathedora,
النهاية كانت فى أول رسالة... بس البداية هى اللى جاية
ايوة فعلا ترتيب تواريخ الرسايل بتقول كده أننا بنقرا من الأخر
فكرة حلوة يا عبير
sara...
هى غلطت علشان هى بنى آدم.. يعنى مش ملاك...وفى الآخر احنا بنعرف حكايتها مش علشان نحكم عليها..
جعلونى مريض نفسياً
أنا كمان مش عايزاها تخلص
الجميلة عبير
اولا كنتي منورة شاشاة ال بي ثي اول امبارح ، واسمحيلي اقول لك بصراحة انك كنتي جميلة جدا .
وكعادتك جريئة في قضاياك وطرحها ، وكنت اود مناقشة بعض القضايا معكي لكن المقام لا يسمح كما تعلمين .
ثانيا
واضح انك بتعتمدي فروايتك الجديدة علي اسلوب الرسائل ، احذري من الوقوع في التقليدي.
النص جميل ومقنع وشخصياتك من لحم ودم بسسسسسسسسس
شباب الفترة الساداتية يبلغون الان سن الخمسين ، ألا ترين أن مرسل الخطاب كان يجب أن يتعدي سن الستين أو اكبر ؟
هي فقط مجرد اشارة لكمال المنطقية بالعمل .
لك كل تحياتي وودي وتقديري .ودوما لامام يا عبير
احمد ...
عندك حق تماماً... مش فؤاد قال أنه كان عنده حاجة وخمسين سنة لما قابل زينة من ١٥ سنة؟ يبقى منطقى ولا لاً
ِأشكرك على مشاركتك وأشكرك على تعليقك الجميل المهذب
بس ياعبير ده فى اول الرسالة بيقولها كفاياكى خصام !!!
يعنى لسه غبى مافهمش ,فاكر ان الموضوع مجرد خصاااام!! ده حتى لما عرض عليها الجواز بيقولها لو جبتى بنت مش حتربيها!!
طيب هى حتى لو أكتفت بالبعد بس وعدم الرد يبقى هى كده ردت اعتبارها؟؟ لانى اعتقد ان الاشكال دى ماعندهاش دم , رغم ان زينة أسلوبها فى البعد راقى ومحترم .
تحياتى
جميلة الرسائل دى
على الرغم من انها من واقغ اجتماعى مختلف الا انها تكاد تكون واقعية ومعاصرة جدا
رساله منطقيه لحياه مليئه بامثال العربى وبردوا مليئه بزينه
اعتقد التوازن دا لابد منه لتكتمل الرساله للاخر بصرف النظر عن اللى بيقراها او اللى بيسردها وان كان واضح انه البطل هنا
هرجع لاتابع الرسايل اللى فاتتنى
عبير اسلوبك جميل بجد
ويا ريت ترجعى تكتبى فى الدستور لانى كنت متبعاكى وكنتى متميزه الصراحه فى صفحه بنات
دمتى متألقه
بسنت...
هى الدنيا كده فيها الصالح والطالح .. ودى معادلة الحياة
إرسال تعليق