فى ذات الممر الضيق فى وسط البلد الذى أمر به كل ليلة الى «أفتر إيت», ألقى بتحية المساء على «عبد المولى» بائع السجائر الذى تحتل بضاعته أرفف خشبية متآكله تبدو وكأنها حفرت فى داخل الجدار العتيق.. يمد الى يده بعلبتى «كنت 6» لترتطم ذراعى دائماً بثلاجة الكوكاكولا التى تحتل أكثر من نصف عرض الممرء وأنا أخرج له النقود من جيب بنطالونى.. يتلمظ ببضع كلمات غير مفهومة أعتقد أنها قد تحمل معنى ضرورة توخى الحظر.. فأومئ برأسى فى أشارة حيادية لا تحمل أى معنى متجها الى مدخل البار. أنظر الى الأرض كى أعد بلاطات الأرضية المتآكلة للممر الضيق وأيضا كى لا أتعثر .. تتفحصنى عيون الجالسين على القهوة - التى تحمل نفس اسم البار- فى آخر الممر كعادتهم فى عمل مسح يصرى لجميع المارة وبالأخص زوار «أفتر إيت» الذىن يمثلون لهم «أهل الخمر» أما رواد القهوة فهم عمال وصانيعية من أبناء الثقافة الشعبية أصحاب «مزاج الدخان» الأرخص والأقوى تأثيراً..
عبرت الممر قافزا كعادتى بين الأحجار و البلاطات المتناثرة ودلفت من باب البار مسرعاً... تفقدت المكان بحثا عن دعاء وصديقتها التى أخبرتنى عنها ولم أجدهما وكان المكان غير مزدحم بعد.. نفس البشر .. نفس العيون فى كل يوم ... نفس الروتين اليومى للسُكر والرقص ... جلست على البار.. وطلبت زجاجة بيرة «ستلا» من رأفت النادل.. أخرجت سجائرى وأشعلت سجارة الإنتظار.. وسرحت فى حالى .. لكى أكون صادقا فأنا سرحت فى ليلى.. «ياااااه أخيرا بقيت حر.. ما أنكرشى انى لسه بحبها.. بس الحرية لا تكيل بالباذنجان... ياه دا الواحد عمره ضاع يا جدع شويه ورا وهم الحب وشويه ورا وهم الوطن ... ياخى صظ... وكاسك يا أستاذ حب... وفى صحتك يا عم الوطن ... وتحيا الحرية»... كنت أطوح بكأسى لصورتى المنعكسة على المرآة المقابلة للبار... ولمحت فى الضوء الخافت شعر رأسى الخفيف الذى حال لونه الى الأبيض .. وعلقت مرارة البيرة بحلقى ... ومر بجوارى شابين «روشين» وسمعت أحدهم يقول للآخر:
- هو البار دا بقى للمجانين ولا أيه؟!! بص للأثنين اللى قاعدين كل واحد فيهم بيكلم روحه!!! إلحق!!!
وإنطلقا الى خارج البار , فى الركن الذى أشارا اليه لا يوجد سواى أنا ورجل خمسينى.. يجلس وحيداً.. يحرك يديه فى الهواء وكأنه يحدث شريكا وهمياً, أستدرت بمقعدى العالى بزاوية 45 درجة كى ألمحه بطرف عينى وأصغيت جيدا وعندما هدأت الموسيقى بعض الشئ سمعته يقول « كل يوم سكر وجنس!!! كل يوم !!! كل يوم!!! دا الواحد تعب...آآآآآه
ابتسمت من هذا الثعلب العجوز.. وحسدته على ممارسته اليومية لهوايتى المفضلتين السكر والجنس.. فبعد أن طلقت ليلى وأنا أستعيض بالسكر عن كل شئ.. ورفعت كأسى مجددا فى الهواء وهمست : فى صحة الحرية !!!
وفى الحال لمحت دعاء تزيح الستار الأسود فى مدخل البار ورأيت صديقتها التى أدوشتنى بها ..كانت رقيقة .. جذابة.. ترتدى بنطلون جينز وبلوزة فيروزية تزينها وردات صفراء صغيرة لامعة عند الصدر.. تكشف عن كتفيها .. لهما استدارة مثيرة.... خصلات شعرها المتموج تضفى عليها طابع غجرى.. تقترب منى أكثر.. ما هذا؟ عيناها فيروزيتين؟ أم أنهما عسلينيان يطبع ضى بلوزتها الفيرورية هذا اللون على عينتها؟ الإضاءة ضعيفة ولا أستطيع الحملقة أكثر من هذا.. قدمتنا دعاء الى بعضنا البعض فقالت حياة:
- طبعا أنا أعرفك كويس ومعجبة جدا بمقالاتك الجريئة فى «الحياة البيروتية»
حمدت الله أنها ليست كما تبدو.. فمظهرها يوحى بأنها بنت سطحية وتافهة ... ولكن ما هو العيب فى البنات التافهات؟ ربما هن الأفضل لى فى هذه المرحلة!! ... خلعت نفسى من أقكارى وتبادلت مع «حياة» بعض الحوار وبدت لى لطيفة ولكن بها درجة من الغرور وربما هى ثقة زائدة بالنفس... لم تكن حياة جميلة بالمعنى التقليدى.. ولكنها كانت مثيرة بدرجة أستثنائية... أو ربما يكون إحساسى هذا وليد الموقف.. فأنا مطلق.. شبه مخمور... لم أمسس إمرأة منذ ما يقرب من الشهرين.....فى البداية كانت حياة ترقص بتحفظ ولكن بمرور الوقت أطلقت لساقيها حرية الإختيار ... وانتشت بالرقص وكأن بداخلها مارد مسحور .. أخرجته الإيقاعات من قمقمه.. وظهرت أنوثتها عندما قامت «دينا ال DJ» بلعب أغنية «يا واد يا تقيل» وعند هذه اللحظة أدركت أنى أمام أنثى خطرة.. تشبه الفخ.. لا تراه فى البداية ولكنك لا تفيق الا وأنت بداخله ولا حيله لك... رأيت أنوثة حقيقية فى هذه المرأة الثلاثينية... وهجرت أفكارى عن «ليلى» التى أصبحت ذكرى لا وجود لها الا بداخل عقلى.. وطلبت زجاجة بيرة أخرى كى أستعد لهذه الأنثى الشهية.. ولمحت بعينى الرجل الخمسينى مازال يحدث نفسه على البار...
عبرت الممر قافزا كعادتى بين الأحجار و البلاطات المتناثرة ودلفت من باب البار مسرعاً... تفقدت المكان بحثا عن دعاء وصديقتها التى أخبرتنى عنها ولم أجدهما وكان المكان غير مزدحم بعد.. نفس البشر .. نفس العيون فى كل يوم ... نفس الروتين اليومى للسُكر والرقص ... جلست على البار.. وطلبت زجاجة بيرة «ستلا» من رأفت النادل.. أخرجت سجائرى وأشعلت سجارة الإنتظار.. وسرحت فى حالى .. لكى أكون صادقا فأنا سرحت فى ليلى.. «ياااااه أخيرا بقيت حر.. ما أنكرشى انى لسه بحبها.. بس الحرية لا تكيل بالباذنجان... ياه دا الواحد عمره ضاع يا جدع شويه ورا وهم الحب وشويه ورا وهم الوطن ... ياخى صظ... وكاسك يا أستاذ حب... وفى صحتك يا عم الوطن ... وتحيا الحرية»... كنت أطوح بكأسى لصورتى المنعكسة على المرآة المقابلة للبار... ولمحت فى الضوء الخافت شعر رأسى الخفيف الذى حال لونه الى الأبيض .. وعلقت مرارة البيرة بحلقى ... ومر بجوارى شابين «روشين» وسمعت أحدهم يقول للآخر:
- هو البار دا بقى للمجانين ولا أيه؟!! بص للأثنين اللى قاعدين كل واحد فيهم بيكلم روحه!!! إلحق!!!
وإنطلقا الى خارج البار , فى الركن الذى أشارا اليه لا يوجد سواى أنا ورجل خمسينى.. يجلس وحيداً.. يحرك يديه فى الهواء وكأنه يحدث شريكا وهمياً, أستدرت بمقعدى العالى بزاوية 45 درجة كى ألمحه بطرف عينى وأصغيت جيدا وعندما هدأت الموسيقى بعض الشئ سمعته يقول « كل يوم سكر وجنس!!! كل يوم !!! كل يوم!!! دا الواحد تعب...آآآآآه
ابتسمت من هذا الثعلب العجوز.. وحسدته على ممارسته اليومية لهوايتى المفضلتين السكر والجنس.. فبعد أن طلقت ليلى وأنا أستعيض بالسكر عن كل شئ.. ورفعت كأسى مجددا فى الهواء وهمست : فى صحة الحرية !!!
وفى الحال لمحت دعاء تزيح الستار الأسود فى مدخل البار ورأيت صديقتها التى أدوشتنى بها ..كانت رقيقة .. جذابة.. ترتدى بنطلون جينز وبلوزة فيروزية تزينها وردات صفراء صغيرة لامعة عند الصدر.. تكشف عن كتفيها .. لهما استدارة مثيرة.... خصلات شعرها المتموج تضفى عليها طابع غجرى.. تقترب منى أكثر.. ما هذا؟ عيناها فيروزيتين؟ أم أنهما عسلينيان يطبع ضى بلوزتها الفيرورية هذا اللون على عينتها؟ الإضاءة ضعيفة ولا أستطيع الحملقة أكثر من هذا.. قدمتنا دعاء الى بعضنا البعض فقالت حياة:
- طبعا أنا أعرفك كويس ومعجبة جدا بمقالاتك الجريئة فى «الحياة البيروتية»
حمدت الله أنها ليست كما تبدو.. فمظهرها يوحى بأنها بنت سطحية وتافهة ... ولكن ما هو العيب فى البنات التافهات؟ ربما هن الأفضل لى فى هذه المرحلة!! ... خلعت نفسى من أقكارى وتبادلت مع «حياة» بعض الحوار وبدت لى لطيفة ولكن بها درجة من الغرور وربما هى ثقة زائدة بالنفس... لم تكن حياة جميلة بالمعنى التقليدى.. ولكنها كانت مثيرة بدرجة أستثنائية... أو ربما يكون إحساسى هذا وليد الموقف.. فأنا مطلق.. شبه مخمور... لم أمسس إمرأة منذ ما يقرب من الشهرين.....فى البداية كانت حياة ترقص بتحفظ ولكن بمرور الوقت أطلقت لساقيها حرية الإختيار ... وانتشت بالرقص وكأن بداخلها مارد مسحور .. أخرجته الإيقاعات من قمقمه.. وظهرت أنوثتها عندما قامت «دينا ال DJ» بلعب أغنية «يا واد يا تقيل» وعند هذه اللحظة أدركت أنى أمام أنثى خطرة.. تشبه الفخ.. لا تراه فى البداية ولكنك لا تفيق الا وأنت بداخله ولا حيله لك... رأيت أنوثة حقيقية فى هذه المرأة الثلاثينية... وهجرت أفكارى عن «ليلى» التى أصبحت ذكرى لا وجود لها الا بداخل عقلى.. وطلبت زجاجة بيرة أخرى كى أستعد لهذه الأنثى الشهية.. ولمحت بعينى الرجل الخمسينى مازال يحدث نفسه على البار...
هناك 6 تعليقات:
أكتر حاجة بتشدنى لأى بوست أن يصور الحياة التى لا يمكن أن أحياها
أكتر حاجة بتشدنى لأى بوست أن يصور الحياة التى لا يمكن أن أحياها
أدركت أنى أمام أنثى خطرة تشبه الفخ !!!! هى ليست أنثى خطرة فقط لكنها ( الأنثى )على حقيقتها المجردة ,, هى كل النساء وأكرر ,,, هى زوزو !!!
جميل يا عبير
استمري ، لكن احذري أن تروي المألوف والاعتيادي والتقليدي برؤية عادية .
جميل يا عبير
استمري ، لكن احذري أن تروي المألوف والاعتيادي والتقليدي برؤية عادية .
أحمد.
ممكن توضيح أكتر لمعنى المألوف والتقليدى فى السرد!!
إرسال تعليق