كنت خارجة من علاقة حب فاشلة, متهمة بالإفراط في الحب, بالمبالغة في المشاعر, وطبعا بالمبالغة في ردود الأفعال. وكانت هذه هي الأسباب المعلن عنها لفشل تلك العلاقة .
ولأن لدي رغبة دائمة في البحث عن السعادة أينما وجدت قررت اللجوء إلي الطب النفسي. ربما أنا ضحية ظروف حياة قادتني إلي المبالغة في المشاعر...لطالما سمعت كثيرا من الناس يدعون إلي ضرورة الطب النفسي متشدقين بتلك الكلمات الفارغة " إيه يعني... مش لما أسناننا بتحتاج علاج بنروح لطبيب أسنان..كلنا مرضي نفسيين بدرجات متفاوتة" ولكني نادرا ما وجدت أحد يقبل علي هذه الخطوة بشكل جدي, كنت من هؤلاء الناس الذين يدعون لمدي أهمية الطب النفسي و لكن كنت أقف فقط عند حدود الدعوة ..متخذة أسباب واهيه مثل "كل إنسان طبيب نفسه, كل ما نحتاجه هو رغبة حقيقية في أن نكون أفضل... مع درجة عالية من المصداقية مع النفس نقدر نحل كل مشاكلنا النفسية.....الخ".
ولكن بعد هذ العلاقة الفاشلة كنت مضطربة إلي درجة كبيرة و شعرت بحزن لا يحتمل, كنت أعلم أني سبب فشل هذه العلاقة -بالرغم من رغبتي الشديدة في استمرارها- فأدركت أني قد أدمر أحد أحلامي بما أجهله عن ذاتي, وكل ما هو مجهول يسبب لي حالة فزع, فقررت أن أقدم علي معرفة نفسي بمساعدة متخصص.
وبعد بحث مكثف عن طبيب أمراض نفسية "شاطر" وجدت ضالتي. أستاذة جامعية في منتصف الأربعينات لديها تاريخ مشرف في العلاج النفسي و علاج الادمان. رشحها كثيرون لي..وبعد فترة جدال مع نفسي...رفعت سماعة التليفون طلبت رقم العيادة لأحدد ميعاد للزيارة..رد علي صوت "غير مريح لأذني" قائلا:
- مفيش حاجة اسمها تحجزي اتفضلي شرفينا من الساعة 6,30 وانتي و نصيبك ..
لم أفهم ما قد يحمله نصيبي لي في عيادة طبيب أمراض نفسية من معني فاستوضحت مقصده فقال:
- يعني تعالي شرفينا و استني في الدور ممكن يكون قدامك واحد أو خمسة .معرفش
كنت صادقة في رغبتي و حاجتى للعلاج النفسي . فقررت الذهاب رغم البداية الغيرمبشرة. ذهبت في تمام الساعة السادسة بعد الانتهاء من عملي ... كانت أمامي "حالتين" كما قال لي السكرتير وكل حالة تستغرق حوالي الساعة, فقررت الانتظار... دفعت مائة جنيه وانتظرت في صمت حتي الساعة التاسعة. دخلت للطبيبة تحدثت معها عن أزمتي العاطفية. كان لها كثير من الاستفسارت عن طفولتي و مراهقتي ....استفضت في الحديث بصدق عن كل شئ و اكدت لها أني متعاونة لأقصي الدرجات معها..لأني أريد أن أصبح إنسانة سعيدة ...وكل ما أرفضه هو أدوية الإكتئاب لأني جربتها من قبل ولا أريد أن أجربها مرة ثانية لبشاعة تأثيرها علي.
وبعد 45 دقيقة من الحوار تراجعت الطبيبة في مقعدها ووضعت نظارتها الطبية جانبا وصرحت بالتالي:
- انت عندك حاجة اسمها Emotional Mind” “" يعني دايما بتتصرفي وبعدين تفكري في التصرف اللي عملتيه, ولازم تاخدي دوا في المرحلة دي....
ظهرت علامات الفزع علي وجهي... فاستكملت:
- الدوا ده هيوازن الكيميا في جسمك, بلاش ترفضى لأن رفضك مش حل....
وبالرغم من عدم اقتناعي بكل ما صرحت به... لانه من غير المنطقي أن تحدد وصف كامل لحالتي بعد 45 دقيقة.... و من الوارد أن أي مريض أو "حالة" كما يسمونها مايكونشي بيقول الحقيقة ...بلاش... ممكن أكون بقول الحقيقة عن نفسي في ظل ما أعرفه عن نفسي ....و وارد جدا اكون مخطئة .... فاخترت الاستسلام لها من هذا منطلق انى قد أكون مخطئة ,بالاضافة الي أنها طبيبة متخصصة, فمما لا شك فيه انها لن تعطيني ما قد يضرني.
أخذت روشتة الدواء فطلبت مني زيارتها بعد أسبوع.انتظمت علي الدواء رغم احساسي بأن حالتي تزداد سوء فقد زادت كابتي وحزني وفترات صمتي...وبعد أسبوع ذهبت للعيادة في تمام الساعة السادسة حتي أحجز دوري بين الحالات. وكان أمامي حالة واحدة فقط فحمدت الله.... وانتظرت في صمت استمع إلي جهاز التليفزيون, لم تظهر الطبيبة حتي التاسعة, دخلت الحالة الاولي واستغرقت تمام الساعة, ودخلت بعدها حالة أخري فقلت لنفسي ربما يكون هذا الشخص زميل لها او أحد تلاميذها ..... مرت أكثر من ربع ساعة وأنا مازلت في مكاني... فذهبت للسكرتير مستفسرة:
- مش المفروض أنا اللي عليا الدور؟
- ايوه ....ده اللي كان مفروض..بس في حالة تانية دفعت مستعجل ودخلت...
- يعني أنا لسة هستني ساعة كمان؟
- لأ...ساعتين ... لأن في حالة مستعجلة تانية بعد اللي هيطلع..
ظهرت علامات الفزع والغضب علي وجهي فقال:
- ممكن تدخلي بعد ساعة لو دفعتي كشف مستعجل 200 جنيه!!!!
حاولت جاهدة أن اتمالك أعصابي فطلبت منه استرداد المائة جنية التي دفعتها منذ أكثر من أربعة ساعات لأني لا أرغب في العلاج ..
و خرجت من العيادة في حالة غضب شديدة متعجبة من حال الأطباء في مصر,هل أصبح الطب – فى بلدنا - تجارة؟! هل أصبح المرضى فى هذه البقعة الجغرافية سلعة باخسة الثمن الى هذا الحد؟!
أيتاجر الاطباء بنا؟!! أيستهزئون بقيمة الوقت لهذه الدرجة؟! يستنزفون أموالنا تحت دعوي العلاج؟!
أيتاجر الاطباء بنا؟!! أيستهزئون بقيمة الوقت لهذه الدرجة؟! يستنزفون أموالنا تحت دعوي العلاج؟!
أصرخ بكل ما أوتيت من قوة لااااااااا...أنا أرفض هذه المهزلة. لن أصبح سلعة رخيصة فى يد تجار الموت المسمون مجازا ب "الأطباء".
من الوارد أن يصبح لدي فرصة الحفاظ علي وقتي بأن أصبح حالة مستعجلة بدفع 200 جنيه مرتين في الأسبوع هذا بالإضافة إلي ثمن الدواء!!! و لكن لا.... لن استسلم لهؤلاء التجار...... لن أعالج مشاكلي النفسية بما يزيد عن ألفين جنية شهريا .. لن أقع فريسة لوحوش يستهدفون نقودى .... لا صحتى النفسية و البدنية ....
المفاجاة أني أصبحت أحسن حالا بعد هذه التجربة القاسية ... سقطت عنى أوهام المرض حين أدركت أني من بني البشر.... قد أعاني يوما من حالات حزن شديدة نتيجة لتجربة قاسية ولكن ألمي وحزني سيدوم فقط لمدة يوم ...أسبوع ....شهر ...سنة... وبعدها سينتهي الحزن ليحل محله شئ آخر.. فالحزن و الألم أحاسيس مؤقتة .... حتما ستزول يوما.
لا دايم الا الدايم و تجارة الطب.
هناك 5 تعليقات:
nice post ya abeer
w awel mara a3rf menk en el doc. el nafsyen ba2o bel manzar da !!
ana kawa7da bettdres 3elm nafs mish teb nafsy a7eb a2olek en el a2olek la3'm kamet tawdo3y
eno mashyeen bi saysa 3'lat asln men el bedya
w 3ala el ra3'm eny matfg2tesh bi 7al el doctara fi masr w aktr el dactrah 7asasya howa el teb el nafsy
lesa fi 2aml 3andy en lesa fi doctara fa3ln kowaysen w mayhmhomsh el mada akte ma yahmhom el sh7's
nice post ya abeer
cheers
شيء يغيظ جدا يا عبير
بالنسبة للحالة النفسية كل واحد طبيعي يقدر يراجع نفسه
ياخد راحة ولو ف البلاكونة بالليل ويفكر هو غلط ف إيه والتقييم النهائي للحكاية إيه
تحياتي :)
لا والنبي؟؟؟
وانتي خدتي الفلوس ومشيتي عادي خالص
اوبجكشن
انا لو مكانك وكتاب الله كنت دخلت عالدكتورة وقلتلها من المنقي يا خيار
ولو حكمت اضربها بالجزمه
ايه
مريض وفي عيادة دكتور نفساني
ليس على المريض حرج
وهاتو البوليس والصرايه الصفرا براحتكم
مجنون بقى يا جدعان
----
بس انتي غلطانه من الاول
اه غلطانه
انتي من الاول كنتي تروحي على اي صيدليه من الصيدليات بتاعة ادوية الجدول .. وتقوليلو عايزه شريط ابو صليبه او قرصين صراصير
تعملي دماغك بروقان
تشربي قهوة بحليب
تفصلي
تبقى زي الفل
اي خدمه
قيمة الاستشاره علبة كولوباطرا بوكس بس
سلامووووووووووووووووز
طبعا مش عاوز احكيلك على اللى عانيته من بعض الداكاترة ( أقصد التجار) بس انا ضد ارسال الاحكام العامة لازم لكل قاعدة شواذ بس فى عصرنا بقوا الشواز هما القاعدة.
حاجة تانية احب اقولهالك:
البعض يبحث عن السعادة والبعض يصنعها اصنعى السعادة للآخرين ستنعكس عليك
تشاو ديير
مراحل الحياة متعددة ولابد ان يحمل الانسان لكل مرحلة ما تقتضيه من فوائد ومصاعب
والسعادة امام اعيننا ولكن نحن دائما نغمض عيننا عنها ونبحث عنها في مكان آخر
للأسف اصبحت المادة هي التقييم لكل شئ في الحياة عند معظم المشاهير فهم دفعوا الكثير حتي يحصلوا علي الشهرة وبطريقتهم يجنون اكثر مما دفعوه ولكن هل ستبلغين كل من رشح لكي هذه الشخصية علي ما تم معكي ام ستتستري عليها ويقع في نفس الموقف آخرين - هذا من سبيل مساعدة الآخرين حتي لايكونوا فريسة لتجار الشهرة في كل قطاع وليس الطب فقط .
وياريت حد ما يعملش بنصيحة Soooo في الذهاب الي الصيدلية وطلب الادوية من ادوية الجدول اياه لأحسن يوم من الأيام يضطر الي دفع مقابلة مستعجلة للصيدلي تكلفه اكثر مما كان سيدفعه للتاجر ( الطبيب غير المهتم بمهنته الي جمع المال )
إرسال تعليق