الثلاثاء، 4 مارس 2008

Happy Valentine’s Day



كان اليوم.. عيد الحب..

أنا مصابة بدور برد حاد.. ظننت من قسوة أعراضه أنى قد أصبت بأنفلونزا الطيور.. استيقظت فى تمام الساعة السابعة والنصف.. لم أنسى أن ابتسم لنفسى فى المرآة وتمنيت لنفسى عيد حب سعيد.. كيف وانا بلا حبيب يشاركنى هذا اليوم؟! حمدت الله انى حية أرزق وأن لى أسرة تحبنى بالرغم من شطحات جنونى المحببة لديهم، وأن لى عدد قليل جدا من الأصدقاء المقربين يعنيهم أمرى، وأن لى حياة اجتماعية ثرية يحسدنى عليها الجميع.. ارتديت ملابسى وتوجهت إلى عملى، وفى طرق القاهرة المزدحمة رأيت الجميع مبتسمين.. وصلت إلى مقر عملى فوجدت زميلاتى فى العمل قد ارتدين ملابس يطغى عليها اللون الأحمر.. ظننت أن الحصبة قد انتشرت فى أرجاء المدينة، واستفسرت منهم عن السبب، فعلمت أن الأحمر هو لون الحب.. تلقيت العديد من رسائل الحب من أصدقائى على مدار اليوم، ولم يكف جهاز المحمول الخاص بى عن الطنين معلنا قدوم رسائل حب جديدة.

وكعادتى اليومية بدأت يومى بتصفح عدد من الجرائد اليومية.. إليكم بعض من الأخبار التى طالعتها فى 14 فبراير 2008:
  • أعدت اللجنة القومية للكوارث التابعة لأكاديمية البحث العلمى بالتعاون مع لجنة الأخلاقيات العلمية بمنظمة اليونسكو تقريرا يفيد بأن الفساد هو المسؤل الأول عن الكوارث فى مصر، فمصر تتعرض سنويا لثمانية أنواع من الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية كالزلازل والسيول وتآكل الشواطئ وهبوط الدلتا فضلا عن انتشار الحرائق وكوارث انهيار العمارات وانتشار المبيدات المسرطنة والسحابة السوداء، وكذلك كارثة التلوث الأخلاقى بالاضافة إلى الكوارث البيولوجية والبيئية التى يزيد من تفاقمها تفشى الفساد فى مختلف المرافق والتستر عليه بما يكلف الاقتصاد المصرى مليارات الدولارات سنويا.
  • تقرير عن كارثة قطار الصعيد الذى أحيل بسببها 11 مسئولا من هيئة السكة الحديد إلى المحاكم الفورية وبعد أن هدأت الأمور تمت تبرئتهم بعيدا عن عيون الإعلام.
  • اعتقال 45 من قادة ورموز الإخوان من مختلف محافظات مصر كجزء من حركة الحزب الوطنى لاستعداده خوض انتخابات المحليات.
  • نصر الله يهدد إسرائيل بحرب مفتوحة انتقاما لاغتيال مغنية.
  • حبس 43 مواطنا فى كفر الدوار بتهمة مقاومة السلطات واعاقتها عن تأدية عملها وتعطيل الطرق وإتلاف أعمال عامة والتجمهر نتيجة لتظاهرهم لإيجاد مساكن لإيوائهم.
  • أمن الدولة يجهض إضراب عمال المحلة لاحتجاجهم على مشاكل العلاوات الدورية والترقيات ومنع العمل يوم الجمعة.
  • ارتفاع سعر الحديد إلى 5500 جنيه نتيجة قيام العديد من التجار بتخزين كميات من حصصهم فى مخازن غير رسمية وذلك لتعويض الخفض الجبرى فى السعر الذى تعرضوا له نتيجة إحالة المنتجين للمحاكمة بدعوى الإحتكار.
  • سبعة من حراس قطعة أرض بالصحراوى تعرضوا للاختطاف والضرب على يد مجموعة من البلطجية التابعون لشركة الخرافى بهدف الإستيلاء على مساحة ألف فدان يقوموا بحراستها.
  • بلاغ بقسم السيدة زينب يفيد برؤية مواطن يحمل مظروفا خاصا برئاسة مجلس الوزراء كتب عليه سرى للغاية يحتوى على العديد من المستندات والقرارات الخاصة بالمجلس وبسؤاله تبين أنه بقال وقام بشرائه ضمن مجموعة من الكتب من بائع الروبابيكيا بـ 25 قرشا.
  • استقبلت أحد المراكز الطبية بالإسماعيلية مواطنا غارقا فى دمائه إثر خناقة بينه وبين مواطن آخر لا يعرفه فى طابور العيش على أحقية أحدهما فى الحصول على الخبز قبل الآخر إنتهت بقضمه أذنه اليسرى.
  • البابا شنودة يرفض عرض الأفلام والمباريات داخل الكنيسة ويحذر من زواج الإنجيليين.
  • رفضت إحدى السيدات القبطيات حضور ابنها مدارس الأحد لأنها ترفض إختلاطه مع أبناء البوابين.
  • صبى جزار يقوم بالاستيلاء على 2.5 مليون جنيه من أهالى الحوامدية بدعوى توظيفها لهم فى تجارة التوك توك.
  • اغتيال عماد مغنية القائد العسكرى الأعلى لحزب الله.
  • ذكرى إغتيال رفيق الحريرى رئيس الوزراء اللبنانى الراحل.

قررت أن انحى الصحف جانبا، فكل خبر تلو الآخر ينفى أى فكرة لوجود الحب فى العالم وبخاصة فى مصرنا المحروسة. إن كان اليوم هو عيد الحب فأين هو ذلك الحب؟! أنا بلا حبيب والحكومة تحترف إهانة المواطنين. والمواطن الغلبان ليس له قيمة ويتقاتل مع أخيه من أجل رغيف عيش.. أين يوجد الحب؟


نفضت غبار الكآبة عنى وتوجهت بكل طاقتى العليلة – نظراً لظروف البرد – إلى انجاز مهامى الوظيفية المقررة، بعد انتهائى من عملى هاتفتنى صديقتى المقربة، كى تدعونى للسهر معها ومع زوجها احتفالاً بعيد الحب.. حاولت التملص منها قدر الإمكان فلا أريد أن أصبح مثل العزول وأريدها أن تستمتع بهذا اليوم مع زوجها، ولكن حبها لى ورغبتها فى عدم تركى بمفردى كانا أكبر من قدرتى على المقاومة.


خرجنا فى يوم عيد الحب ليلا.. كانت شوارع القاهرة تعج ببائعى الورود والسيارات الفارهة التى تقل سيدات ورجال المجتمع المتجهين إلى الحفلات والبارات لصرف آلاف الجنيهات للاحتفال بعيد الحب. توجهنا الى أحد أماكن وسط البلد كى ننعم بعشاء هادئ وتبادلنا أطراف الحديث والذكريات والقفشات وضحكنا من القلب ونسيت الأنفلونزا وأخبار اليوم المنشورة فى الصحف وكونى بلا حبيب، وأيقنت أن القيمة الكبرى للحب تتجسد فى الأصدقاء.. فلا حبيب دائم ولا مال دائم وغدا ستتغيير أخبار الصحف لتحل مكانها أخبارا أخرى ستنسى فى اليوم التالى، أما الأصدقاء فهم ثروتى الحقيقية فى ظل زيف الدنيا.

الى كل الأصدقاء: كل عام.. بل كل يوم.. وإحنا بنحب بعض Happy Valentine’s

هناك تعليقان (2):

Soooo يقول...

الله عليكي
الله عليكي
الله عليكي

على طريقة الرومان اخلع القبعه وانحني ليكي اعجابا وتقيرا لهذا الموضوع
على طريقة الادباء والعلماء انزع قلمي من جيبي العلوي واعطيه لكي تقديرا واحتراما على هذا الفكر
على طريقة اربعه اتنين اربعه بتاعة حسن شحاته في كاس الامم اخلع التي شيرت زي ابو تريكة واقولك موضوع هااااااااااااااااااااايل




سلاموووووووووووووز

Tarek Elkhatib يقول...

و يا ليل من غير حبيب
يا ليل أمرك عجيب
الورد كان فى كل مكان طارح مطارح لحبى
والكون دة كان زمان مايسعش حتة من قلبى
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
المخدر القوى اللى بيخلى الدنيا حلوة قوى اللى أسمة الحب !! للأسف مش فى اى وقت بنلاقية رغم ان أدمانة غريزة فينا