الاثنين، 19 مايو 2008
إبتزاز عاطفى
قى طريق عودتى الى منزلى بعد يوم عمل طويل ... كان الجو حارا جدا.. فأخرجت زجاجة مياة معدنية كى أبلل ريقى. فتطر لى سائق التاكسى الذى أستقله.. فارتبكت وسقطت بضع قطرات من المياة على ذقنى وملابسى فقال:
- على مهلك يا بنتى..شرب الميه صحة.. ربنا ما يحرمك من صحتك
- شكرا ..( واستوققتنى طيبة واضحة فى صوته)
- أنا عندى بنت حلوة زيك كده.. (بصوت مختنق .. يوشك على البكاء)
لم أجد ما أقوله أمام نبرة صوته .. ولكن ملامح وجهه زادت أسى .. فحاولت تخفيف حدة الموقف فقلت ضاحكةً:
-وهو اللى عتده بنت زيى .. يزعل بالشكل ده؟!!!
فشرد ببصره بعيدا .. وكأنه يحكم لجام روحه كى لا تنهزم دموعه أمامى وقال:
- أصل بنتى -ربنا يحوش عنك- عندها فشل كلوى.. والميه جزء من علاجها.. ولازم تشرب ميه معدنية ... علشان كده فكرتينى بيها
- ربنا يشفيها ...
- أن شاء الله ...بس العلاج غالى قوى يقطم الوسط.. وأنا سواق تاكسى غلبان.. على باب الله.. آآه.. الدنيا مرة والله يا بنتى
واستطرد فى الحديث بنبرة صوت مثل السكين الذى يستهدف الوجيعة.. وفتح لى بوابات نكد وحزن وأسى على حال
المصريين فى حربهم ضد الحياة .. وحدثنى عن مآسىه مع المستشفى.. وارتفاع أسعار الدواء وضيق ذات اليد.. وظلت كلماته وجمله تحترقنى لتفتح الطريق لتنهداتى لتعمق احساسى بأزمته التى هى أزمه كل مواطن مصرى غلبان .. ومرض ابنته الذى قد يصيت أياً منا بين ليلة وضحاها..
عندما نزلت من التاكسى.. طلبت منه أن يتوجه الى نفس المكان الذى استقليت منه التاكسى.. ويذهب الى مقر عملى.. وهناك سيجد مظروفا باسمه لدى الأمن.. وأخذت رقم هاتفه المحمول كى أطمئن على ابنته.. وبمجرد نزولى من التاكسى هاتقت محاسب الشركة التى أعمل بها وطالبته بتجهيز مبلغ باسم السائق ويضعه فى مظروف ويتركه فى الأمن على أن يخصم من راتبى للشهر المقبل.. ومر اليوم..وانقضى الشهر.. وكنت قد نسيت السائق تماما -هكذا حال الدنيا- ولكنه عاد الى ذاكرتى عند لحظة قبض المرتب عندما وجدته ناقص.
عند هذه اللحظة فقط راودنى شعور دفين بأنى قد تم استغفالى.. لا أدرى من أين أتانى هذا الشعور.. ولكنه تفجر بداخلى بدون أدنى سبب.. فهاتفت السائق.. وذكرته بنفسى.. وسألت عن حاله وحال ابنته.. وطالبته أن يمر بمكتبى وسيجد مظروف آخر باسمه فى الأمن. فتهللت أساريره ومطرنى بسيل من الدعاء وأكد على أنه سيحضر فى نفس اليوم.. ولكنى طالبته فى آخر لحظة أن يحضر لى تقرير عن حالة ابنته أو بعض روشتات الدواء كى أجمع له ثمن الدواء من بعض فاعلى الخير... كانت مجرد وسيلة للتأكد من مدى صحة روايته.. وانهى المكالمة بشكل فجائى.. ولم يحضر للشركة لأخذ المظروف الثاتى.. وبعد عدة أيام طلبت رقمه.. فأغلق الخط فى وجهى...
عند هذا الحد انتهت صدبقتى ندى من سرد حكايتها مع سائق التاكسى الذى ابتز مشاعرها.. بالرغم من أتها شخصية «أروبة جداً» و خداعها ليس من السهل على الإطلاق. ولكن السر يكمن فى أن والد ندى قد توفى منذ عامين بعد صراع طويل مع الفشل الكلوى.
بالطبع لم يكن السائق يعلم هذه المعلومة ولكن ندى هى التى كان لديها نقطة ضعف جاهزة للإختراق.
إبتزاز المشاعر.. لعبة قديمة يمارسها سائقى التاكسى مع البنات.. ولكن حرفيتها تكمن فى الأبتكار والذكاء فى اللعب على نقطة ضعف الضحية المتمثلة فى رهافة الحس.
مشروع مجرم (تحت التنفيذ)
أعشق يوم الجمعة.. فهو اليوم الذى أتحرر فيه من عبودية العمل.. أو بمعنى أكثر دقة من «عبودية أكل العيش».. التى تتمثل فى الأستيقاظ فى تمام السابعة والنصف صباحا.. لأسافر فى كل يوم من منطقة الهرم التى أسكن بها إلى مصر الجديدة حيث مقر عملى..متحملة زحام القاهرة الخانق فيما لا يقل عن ساعة كاملة..لأمارس وظيفتى التى يربطنى بها إستقلالى المادى.. لا تحققى الإنسانى.. لذا يوم الجمعة هو يومى المفضل عن سائر أيام الأسبوع.. فهو بالنسبة لى يوم الإستقلال.. توقظنى ساعتى البيولوجية فى ميعادى المقرر.. ولكنى أفتح عيونى كل جمعة وإبتسامة رضا ترتسم على وجهى عندما أتذكر أنى سأمارس اليوم رفاهية النوم حتى الشبع.. فأسقط فى مساحة نوم أساسها الرضا.. غالبا ما أحلم فى هذا الوقت بأحلام وردية هادئة لا تعكرها الزامية الاستيقاظ.. فأصحو كل جمعة قبيل الصلاة.. يأتينى صوت القرآن من المسجد المواجه.. فيزداد شعورى بالراحة والإسترخاء.. لأنعم بالمزيد من الكسل.. كم هو رائع وممتع إحساس البيوت الدافئة فى صباح الجمعة!!.. وبعد وقت لا بأس به من التثاءب والدلع.. أنهض من فراشى لأمارس طقوسى الخاصة بهذا اليوم الإستثنائى...
أرتدى ملابسى الرياضية وأنتعل حذاء خفيف (فاليوم لا مكان للكعب العالى أو الملابس الرسمية) وأنطلق الى الشارع لشراء مستلزمات البيت الأسبوعية من خضار وفاكهة ولحوم وبقالة ..وبالطبع لأشترى فطور الجمعة المخصوص..المتمثل فى الفول والطعمية والباذنجان المخلل.. لكم أستمتع بهذه الجولة الأسبوعية.. التى تشعرنى بأنى «ربة منزل» مسؤولة..
ذات جمعة.. فى طريقى لجولتى التسوقية.. مررت من أمام المدرسة الأعدادية المجاورة لمنزلى.. وكان بعض تلاميذ المدرسة مجتمعين للعب كرة القدم.. رأيتهم عن بعد ممتلئين بالحيوية والصخب.. وعندما تقلصت المسافة بينى وبين هؤلاء البراعم النابضة بالحياة.. أصابت أذناى الكثير من الألفاظ الخارجة التى لا تليق بأعمارهم.. طويت المسافة الفاصلة بيننا وانتهكنى سيل من المعاكسات البذيئة.. فأسرعت الخطى.. ووجدتنى أسير وأنا منكمشة بداخلى.. ولوهلة أصبت بالخوف.. فازداد اتساع خطواتى.. ووجهت نظرى الى أسفل قدمى.. متحاشية النظر إليهم.. واذا بأحدهم يقترب منى بخطوات متمهلة.. ولسانه لا يكف عن البذاءة المفتعلة.. فى محاولة طفولية لإثبات ذكورته أمام رفاقه.. تلعثمت خطواتى.. ونضح جبينى بذرات عرق مصدرها خوف حقيفى.. اقترب الطفل منى ومد ذراعه محاولا لمس جسدى.. وضبطت نفسى متلبسة بالرعب.. فجريت بكل ما أوتيت من قوة.. وسقط من يدى كيس العيش.. ولم أهتم بالتقاطه.. فقد صببت طاقتى لإلتقاط أنفاسى اللاهثة.. وصلت الى منزلى وأنا فى حالة ذهول ووجع.. لقد أفسد هؤلاء الصبية جمعتى المقدسة التى أتقوقع فبها داخل بيتى كى أستريح -ولو ليوم واحد فقط- من تشوهات القاهرة التى تطاردنا فى كل يوم. وبكيت من مرارة المشهد الذى مر بى منذ دقائق.. إن كان من تحرش بى رجل يافع.. كنت سأردعه.. أو ربما كنت نهرته.. أو وربما كنت اصطحبته الى قسم الشر طة.. أو ربما... أو ربما.... ولكن من فعل بى هذا مجرد طفل لم يبلغ العاشرة من عمره.. والأدهى من ذلك أنه كان متسلح بجمهوره الخاص من الأصدقاء المشجعين لسلوكه..
لماذا أبوح بهذه الواقعة الآن بالرغم من حدوثها منذ أكثر من عامين؟ للأسف لأنى أكتشفت أن هذا الطفل ليس حالة شاذة فى المجتمع.. تقص على صديقاتى حكايات كثيرة مشابهة .. أرى العديد من هؤلاء الأحداث فى الشوارع فى كل يوم ينتهكون الجميع بقاموس لغوى- خاص جداً- للبذاءة.. والضحايا غالباً من العجائز والفتايات.. والمؤسف حقا أنى لا ألوم هؤلاء الصبية.. فهم أيضا ضحايا.. هم نتاج طبيعى جدا لتشوه أمة بأكملها .. مجرد افراز متوقع لحال التعليم.. والتلوث بأشكاله المختلفة.. وغياب دور الأب المريوط فى ساقية رغيف العيش .. وأكداس القمامة التى تزين نواصى القاهرة..وإعلام فاقد للهوية -وجوده مثل عدمه- .. وفن رموزه: شعبان عبد الرحيم وهيفاء وهيى واللمبى.. وكأن هذه المنظومة المكتملة تهدف لإنشاء «مشروع انتاج مجرمين تحت التنفيذ» . هؤلاء الأطفال هم وجه آخر للقبح الذى يحاصرنا فى كل مكان.. مجرد صيغة جديدة لتشوهات القاهرة.
الأحد، 11 مايو 2008
يوم بطئ
فتحت عيونى الصبح و لقتنى «مودى» لطيف. إبتسمت للدنيا.. وقلت لروحى «صباح الفل».. صحصحت قطتى الكسلانة اللى نايمة جانبى.. ولاعبتها و بسبست فيها شوية.. نطيت من السرير و كلى طاقة للحياة.. جريت على ال CD Player وشغلت فيروز.. دايما فى علاقة بين صوت فيروز و الصبح.. خصوصا الصبح اللى بيحضن البنى آدم ويرحب بيه فى الحياة.. علقت على النسكافية.. دخلت الحمام.. أخدت دش فاتر .. وصوت فيروز واصل لى:
نحنا والقمر جيران.. بيته خلف تلالنا... بيطلع من قبالنا.. يسمع الألحان
نحنا والقمر جيران..عارف مواعيدنا.. وتارك بأرميدنا أجمل الألوان
خرجت من الحمام وكأنى زهرة متفتحة للحياة .. يفوح منها العبير.. تنتشى من شمس الصباح ..شربت النسكافية وأنا أرتدرى ملابسى.. أنتقيت فستان كثير الشبه بصبحى الجديد.. جميل و بسيط وقصير.. إرتديت حذائى المفضل.. أعتنيت بتفاصيلى.. حملت حقيبتى وودعت قطتى التى لم تعرنى أى إهتمام يذكر فقد كانت تقف على حافة شباك غرفة النوم تتطلع بدهشة وترقب الى عالم لا تنتمى إليه.. ملأت رئتى بالهواء وفتحت باب الشقة وضحكت للنهار.. بصيت للأصانصير بلؤم .. وأخدت السلالم جرى.. نزلت الشارع .. صبحت على محمد البواب.. وأم محروس بياعة الخضار.. ووققت تاكسى.. وكان السائق يتأفف من الزحمة والحر .. كنت لا أرغب فى إفساد يومى.. فأخرجت رواية البطء ل»ميلان كونديرا» واستغرقت فى القراءة:
« أين أبطال الأغاني الشعبية الكسالى، هؤلاء المتشردون الذين يتسكعون من طاحونة إلى أخرى وينامون تحت أجمل نجمة؟
هل اختفوا باختفاء الدروب الريفية والحقول والغابات والطبيعة؟ يعرف أحد الأمثال الشعبية التشيكية كسلهم مجازا قائلاً: إنهم يتأملون نوافذ الله.. ومن يتأمل نوافذ الله لا يسأم أبداً بل يكون سعيدا.. في الوقت الذي أصبح فيه الاسترخاء في عالمنا هذا بطالة وهذا أمر آخر تماماً: إذ يبقى المرء الذي لا يجد ما يفعله في حالة إحباط وملل وبحث دائم عن الحركة التي يفتقدها.
إذاً قليلة هي أشياؤنا التي نتعامل معها ببطء رغبة منا في الحفاظ عليها مدة أطول.. ولهذا لا نستمتع بما نملك بالشكل الذي نحلم.. ولهذا أيضاً تنتهي علاقاتنا بما حققنا لأن الشبع عدو الجوع هذا الذي يمنعنا ان نتأمل ما نرغب ببطء..»
قطع سائق التاكسى استرسال أقكار ميلان كونديرا فى ذهنى متأففا من الغلاء الفاحش الذى نُدهَس تحت عجلاته فى كل يوم.. فتجاهلت السائق ..لأنى كنت قد قررت منذ أن فتحت عيونى هذا الصباح أن أسعد ولو ليوم واحد وأحرر نفسى من آلام الوعى.. أريد أن أكون سعيدة اليوم.. لا أريد أن أقرأ الصحف.. لا أريد أن أشاهد القنوات الإخبارية.. لا أريد أن أستمع الى حكايات الناس جميعا عن الغلاء والفقر و المرض وسوء حال المستشفيات والفساد الأخلاقى والسياسى ...الى آخره من شكاوى المواطن المصرى التى أصبحت ركن هام فى حيواتنا اليومية..
اليوم أريد -فقط- الهدوء.. لا مكان للصخب.. لا مكان للسرعة.. لا مكان للألم.. أريد طاقة أيجابية.. سأستعير منهج «كونديرا» سأبطئ معدلاتى ولو لبضع ساعات.. سأتأمل كل ما حولى بعين محبة.. لا بعين ساخطة.. لن أنظر للحياة اليوم كلوحة مبهرجة الألوان.. سأنظر لكل لون على حدة.. أريد أن أرى الأبيض بوضوح وبطء.. أريد أن أستمتع بغيوم الشمس عند المغيب.. أريد أن أستمتع بحياة سلبها منا إيفاع المدنية السريع..
ليرتاح قليلا هذا الرأس الذى يعل جسدى ويؤرق حالى على الدوام.. أريد أن أتحرر من كثافة الأفكار التي تعلقت بها الأحلام حتى وهنت..
وتعلق بها القلب.. حتى أدماه الانتظار.. وتعلق بها البوح حتى غزاه الملل..!
الاثنين، 5 مايو 2008
غشاء بكارة
كنت مدعوة الى حفل عيد ميلاد صديق قديم.. وهناك قابلت العديد من المعارف الذين لم ألقاهم منذ سنوات..ورأيت هانى الذى أشتهر بوجوده بمفرده دائما ومعه فتاة عشرينية ..قصيرة الشعر..رقيقة الملامح لدرجة ملائكية..تتحدث بهدوء ورصانة..تجاذبنا أطراف الحديث وكانت الفتاة وددودة جداً..أعجبت بأهتمامها الخاص بملبسها وبالأخص فستانها وحذائها وخاتمها الألماظ. وهمست فى أذن صديقنا - صاحب الحفلة-: مين البنت دى؟! فقال: دى رشا ..صاحبة هانى..أنا اللى معرفها عليه.. حلوة مش كده؟!
- مش بس حلوة ..واضح أنها كمان بنت ناس جداً
ومرت أيام وشهور ..وقابلت رشا صدفة فى مكان عام وكان معى مجموعة أصدقاء من الأسكندرية. فذهبت الى طاولتها وصافحتها ودار بيننا بعض الحديث. وعدت الى طاولتى. فأخذنى أحد الأصدقاء الى ركن بعيد وسألنى بحزم:
-انت تعرفى البنت دى منين؟! فحكيت له عن الحفلة.. فنطر الى وقال بلهجة آمره:
- لو شفتيها فى مكان تانى ..ما تسلميش عليها
-ليه ان شاء الله؟! (بتهكم واضح)
- دى أشهر ش.... (عاهرة) فى مصر
وكأن صديقى يخبرنى بأن الشمس تشرق من الغرب..فتدلى فكى السفلى وارتسمت علامات عدم التصديق على وجهى وقلت:
أيه الهبل ده؟! أنت أهبل يا ابنى؟! دى صاحبة هانى! ومش شايف منظرها عامل ازاى؟! مش ممكن طبعا الكلام الفارغ اللى انت بتقوله؟
فأجابنى بحدة:
- أنا عارفها كويس..أنا مرة جبتها فى حفلة توديع عزوبية أخويا( Bachelor Party ) فى الأسكندرية..وفاكرها كويس لانها طلبت 500 دولار والأفيه بقى انها عذراء ..ازداد اتساع عينى وجحوط مقلتى ولم أقوى على التصديق..فهذا من رابع المستحيلات واتهمت صديقى بالجنون والهلوسة.
وبعد عدة ساعات كنت قد هاتفت صديقى صاحب الحفلة اياها وكنت أعلم عنه المكر فقلت أدخل فيه شمال من الأول:
-أزاى يا أستاذ يا محترم تعرفنى على واحدة كده وكده ..يعنى ...وتقول أنها صاحبة هانى؟ أدينى شفتها فى مكان عام وأخدتها بالبوس والأحضان.. الناس تقول على أيه دلوقتى؟ يقوللوا أعرفها منين؟!
فرد ببجاحة: يعنى كنتى عايزانى أعرفك عليها وأقول لك ايه: فلانة..شغالة ولا مؤاحذة وأغلقت الهاتف وغزت دماغى الأفكار..فتأملت حال الدنيا..عاهرة تبدُ وكأنها ابنة الطبقى العليا.. وعذراء تحترف الهوى!! وفجر هذا الموقف أسئلة عدة فى داخلى: ماذا يعنى غشاء البكارة؟ وكم من الناس مازالوا يتمسكون به؟ والى أى طبقى أجتماعية ينتمون؟ ولماذا يتمسكون به؟! قلب ذهنى العديد من الأشخاص والمواقف والحكايات فوجدت أن الكثيرين قد أسقطوا عنهم هذه الفكرة التقليدية ..وأرجوكم لا تتصنعوا الدهشة المفتعلة ..فهذا هو الواقع شئتم أم أبيتم. بالطبع أنا لا أعمم واقع على الجميع ولكنى أيضاً لا أستطيع الكذب ونفى وجوده..أعرف العديد من الشباب قد تزوجوا من فتايات ثيبات ولم يعنى لهم الأمر شيئاً. ماذا قد يعنى غشاء البكارة للرجل؟ أن أحدا لم يمسس هذه المرأة التى ستؤل ملكيتها له؟! أنها أنثى شريفة ولن تفرط فى عرضه؟! الفكرة بالية.. والغشاء المذكور هو غشاء لحالة أجتماعية خلقتها ثقافتنا الخاصة.. أحدثكم الآن عن فتايات هذا الجيل الذى ربما لا تعلمون عنه الكثير بشبابه وشباته.. تطور عقل العديد من الشباب فأدرك أن المرأة ليست ملكاً له.. وأنها لها مثل حقوقه فى الحياة.. وما يتقبله من نفسه يتقبله من المرأة..أما الفتايات فقد تطورن أيضاً منهن العذارى ومنهن من عاشت قصة حب وهى غير متزوجة وغير عذراء..من منا لم تعش قصة حب؟! من منا لم تسمح لنفسها بالعديد من التجاوزات؟! ولكن الحدود تختلف و القيم مطاطية.. وأن اعترضتم على ما أقول أذكركم برشا -صاحبة القصة- عاهرة ولكنها عذراء والكثيرات هن النقيض
ملحوظة: رشا ليست حالة استثنائية.. 40٪ من العاهرات التى يتم القبض عليهن فى قضايا الأداب.. عذاراوات .. وتسأل فى ذلك وزارة الداخلية
أبو تريكة - البنات والتاكسى (٢)
- الزمالك يا أسطى؟!
- الأهلى؟!
ظننت أن السائق يعانى من بعض مشاكل السمع, فأعدت عليه بصوت عالى: الزمالك؟! فضحك وقال: الأهلى؟!
- لأ الزمالك.. فضحك مجددا ومال بجسده الى الوراء ومد يده فاتحا الباب الخلفى للتاكسى.. ركبت وأنا أتكتك من البرد.. كان السائق نحيف الجسد.. له شعر أشعث تحتل شعيراته البيضاء مساحة أكبر من مثيلاتها السوداء.. لتعلن بوضوح عن عقده الخامس..شئ ما بوجه هذا الكهل المليئ بالتجاعيد جعلنى أدقق فى ملامحه عبر المرآه الأمامية للسيارة عندما واصل ضحكاته وقال: ما عدشى خلاص فى حاجة اسمها الزمالك دلوقتى.. ما بقاش فى غير الأهلى و بس ... دا زمن أبو تريكة.. ربنا بحميه ويزود رزقه كمان وكمان.. وصمت لبضع ثوان ثم سألنى أن كنت أتابع بطولة الأمم الأفريقية.
-طبعا.. هو فى مصرى مش متابعها اليومين دول!!
فألتفت لى فى لمحة سريعة وقال: شفتى الواد أبو تريكة لما قلع الفانلة..؟!
كنت قد شاهدت المباراة ولكن حماس السائق وأداءه الصوتى والجسدى لم يتح لى فرصة الرد عليه وفى الحال تململ بعض الشئ فى مقعده ونظر لى عبر المرآة فى سعادة طفولية بالغة استعدادا للحكى:
- بصى يا ستى.. فى الماتش الأخير..اللى كان مع السودان.. الواد أبو تريكة جاب جون حلو زى وشه.. فراح جرى بعزم ما فيه.. وراح رافع الفلنة (الفنلة) وغطى بيها وشه كده.. هه..
وبأداء تمثيلى بارع رفع سائق التاكسى قميصه وغطى به وجهه أثناء القيادة.. ووضعت يدى على قلبى فقد كنا فى قلب زحمة شوارع المهندسين..ثم أنزل القميص من على وجهه وضحكة بريئة سعيدة ترتسم على شفتيه بالتدريج وكأنه نجح فى اضافة عنصر ال Suspence على الحدث. ورمقنى بنظرة ماكرة بطرف عينه وقال: وكان لابس فلنة تانية تحتها مكتوب عليها بالإنجليزى هنا كده ـ ملتفتا إلى مشيرا الى أعلى صدره بالعرض غير منتبها الى الطريق أمامه - تعاطفا مع غزة. ومكتوب كمان بالعربى تحتها.. تسلم قدمه ودماغه وكمان فلنته... ومصمص السائق بشفتيه واستطرد:
- وقال أيه!! كان الإتحاد الدولى كان عايز يوقفه عن اللعب!!.. بس ما قدروش.. عارفة ليه؟! (ناظرا الى باستفسار .. غير منتظرا لردودى)
- أصل أبو تريكة دلوقتى - حسب ما بيقولوا - بقى أكتر لاعب عنده شعبية فى العالم كله.. شوفى انت بقى فى كام مسلم بيحبه فى العالم بعد الحركة دى!! (وأشار بيده مطوحا فى الهواء) وسكت لخمسة ثوانى ..وواصل بأسى واضح:
- رغم أن اللى لازمهم تعاطف الناس فى الزمن الأغبر ده هم المصريين .. مش الفلسطينين.. ما طول عمر المصريين شايلين هم العرب - خصوصاً الفلسطينين - على كتافهم.. وايه هى النتيجة؟! دخلوا علينا من رفح لما ما لقيوش حتة يروحوها.. والزحف بيبتدى واحدة واحدة.. على الأقل هما معاهم فلوس ومعونات تأكلهم وتشربهم .. الدور والباقى علينا إحنا اللى حتى بقينا مش عارفين ناكل.. ربنا يكون فى عونا جميعا..
وزالت نبرة الأسى من صوته وعاد كسابق عهده قائلا:
- بس برضه براوة ع الواد أبو تريكة ده .. عارفة يا أبلة؟! أنا متأكد إن ربنا هيكرمه.. أنا أسمع من أهل حتته أنه مش متكبر ولا أى حاجة.. دا السنة دى مطلع عشرة من أهل حتته علشان يحجوا.. إلهى ربنا يكرمه.. يا رب (بلع السائق ريقه) وبيقولوا كمان إن خزنة بيته ما عدشى فيها مكان للفلوس (ابتسمت لبراءة السائق وتساءلت هل مازال هناك من يحتفظون بنقودهم فى خزائن منزلية؟!)
كان السائق مازال يتحدث وأنا اسمعه فى خلفية ذهنى وبدأت فى التركيز معه مجددا:
- دا لسه كمان لما يفوزوا فى البطولة دى وياخدوا الكاس.. هياخدوا فلوس بالهبل.. من إشى رجال أعمال.. وإشى إتحادات كورة.. وغيره.. وغيره.. دا الريس قال لو كسبوا هايدى لهم عشرة مليون جنيه!!.. تخيللى؟! (وتنهد بعمق)
-هم يضحك وهم يبكى ..حال المصريين دا والله!!
وتوقفنا فى اشارة شارع محى الدين أبو العز.. وتوقفت بجوارنا سيارة أوبل بيضاء.. تطل من نافذتها طفلة أجمل من الجمال, فأخذ السائق يلاعبها ويخرج لها لسانه ويحك فروة رأسه بيديه بشكل كوميدى.. والفتاة تضحك بتلقائية.. ونظر إلى السائق وقال:
- إنتى ما بتضحكيش ليه؟!
نظرت اليه فى محاولة لفهم هذا المخلوق الجميل ..المحب للحياة.. الذى لم تفقده مرارة العيش قدرته على الدهشة.. أو قابليته للضحك.. ولم أجبه.. وإكتفيت بهز كتفى فى حركة لا تعنى أى شئ.. فقال:
- إسمعى النكتة دى « مرة ملك من الخليج لقى مصباح علاء الدين.. طلع له المارد وقال له: شبيك.. لبيك.. عبدك وملك إيديك.. أطلب أى طلب .. وفى الحال طلباتك ..تجاب. فرد عليه الملك وقال له: « أيش تجول.. ما أبغى أى شئ.. أيش تطلب انت؟
فرد عليه المارد وقال: لأ ما ينفعش أنا أطلب.. أنت اللى المفروض تطلب وأنا ألبى طلبك فى الحال.
هرش الملك فى دماغه وفكر كتير وقال: كل ما أروح فى حتة أتكعبل فى المصريين.. ما أبغى أشوف مصريين بعد الآن.. إمحيهم من ع الأرض.
فبص له المارد والدموع طافرة من عينيه وقال له « حرام عليك يا سعادة البيه .. أمال بس نروح فين أكتر من كده؟!!!
ضحكت من قلبى على أدائه المميز للنكته.. فقال لى السائق: ما تنسيش تدفعى تمن الضحك وانت نازلة وظننته يمزح.. ولكن عندما وصلت الزمالك وأعطيته خمسة جنيهات أخذها منى وقال:
-تمام كده .. الخمسة جنيه فعلا أجرة المشوار.. بس لسه فاضل اتنين جنيه كمان تمن الضحك.. ويابلاش.. دى أصعب حاجة ممكن تلاقيها فى بلدنا اليومين دول.. وبإتنين جنيه بس!!
ناولته الجنيهين وإنصرفت.. فقد كان يستحقهما.. وحتى الآن أتذكره فى كل مرة أركب تاكسى وأكون مش سعيدة.
أم محروس - ست من بلدنا
صباح الفل..صباح الهنا.. يسعد صباحك يا بنتى.. تتصبحى بكل خير..نهارك أبيض يا حبيتى..صباح الجمال والسكر..صباح الورد والتفاح..يجعل صباحك مِنَدى..صباح الخير..
إحدى هذه الجمل هى اصتباحتى اليومية على لسان «أم محروس»..عندما أخرج من باب العمارة فى تمام الثامنة صباحاً..فألمحها فى نهاية الشارع جالسة على شلتتها وأمامها نصبة الخضار..أبتسم للنهار وأمشى بخطواتى الضيقة السريعة وأنا أتساءل أى من الردود سأتلقى عندما أصل الى فرشتها وأنظر اليها وابتسم قائلةً:» صباح الخير يا أم محروس» فتنظر الى من خلف طرحتها السوداء الشفافة بعينين حنونتين تحملان معنى هو أقرب ما يكون للحب وابتسامتها الودودة تغطى وجهها المليئ بأثار الزمن وتغمرنى بسيل من الردود المنسابة المتجددة كل يوم والكفيلة بأن تصلح يومى..وتملأنى بطاقة أيجابية فلا أملك الا أن أبتسم للكون... أم محروس هى بداية يومى..روتينى الصباحى اللازم لجلب الرضا المستمد من عينيها ليصيب بعض منه يومى..
تنتابنى حالة ضيق شديدة اذا لم أجد أم محروس أو فرشتها فى الصباح فأستنتج أنها مأجزة النهاردة أو يمكن راحت عليها نومة.. فى الواقع أنا لا أعلم شئ عنها..كل ما أعرفه عنها أنها تسكن فى أمبابة وأرى معها ابنتها هبه أحياناً. أراها كل يوم تقريباً..تدع لى طوال الوقت تلهمنى بطاقة من نوع خاص..تدفع لى أجره التاكسى اذا لم أجد فكة وتقولى «الحساب يجمع» تجهز لى الخضار على الطبخ خاصةً فى رمضان وتعطيه لى قائلة» ربنا يقويكى يا بنتى..
أراها فى الشتاء وهى تتحدى المطر وهى جالسة ثابتة أمام فرشتها كى تبيع آخر كيلو خضار قبل ما تروح. وصدمت عندما رأيتها فى أحد ليالى صيف القاهرة فى المنيل تبيع الدرة المشوى..
من هى أم محروس؟ بلا شك هى امرأة مصرية عادية..تعمل ليل نهار كى تربى أبنائها..فحياتها أختزلت فى هبه التى تفخر دائما بتفوقها الدراسى. والسؤال الأهم: هو فين محروس؟
حب متخلف عقليا
كنت هائمة فى طريق الحياة ..أعمل ..أجتهد.. ولا أبحث عن من يكملنى, فقد كنت مكتملة بذاتى, ولكن كان هناك قدر وأنثى. قدر يحترف لعبة الصدفة وأنثى تفتقد الرجل شاءت أم أبت. وهكذا بدأت قصة حبى حين تلفت حولى فصادفنى حب من النظرة الأولى . فبمجرد أن تلاقت عينانا وجدت صعوبة بالغة فى أن أفارق عمق نظراته وعافرت مع نفسى كى أسحب روحى بعيدا. ولم أقدر على قطع تواصل عينيه. فقررت أن استسلم للنظر بهما. تجاذبنا أطراف الحديث. فغمرتنى موجه من الدفء يحملها صوته.
لم أكن أعلم أن لعبة الصدفة عندما تبدأ تستمر حتى انتهائها. ولا حيلة لنا نحن البشر -الغلابة- فى صدها..فتكررت الصدف ..وظننا أن هناك يد عليا قد عزمت على الشروع فى قصة حب. لم نملك سوى الاستسلام لنوة مشاعر عاتية عصفت بقلبينا. وبعد أكثر من ثلاثة أشهر كانت مليئة بالمقابلات و السينما والمسرح واعترافات ضمنيه بالحب. صارحنى بالحقيقة القاسية بدافع احترامه الشديد لى:»أنا متزوج» كان رد فعلى هو محاولة كفه عن التهريج:
- لو عايز تخلع ..فى أسباب كتيرة ممكن تألفها ..بس موضوع انك متجوز ده.. كوميدى جدا
كنت صادقة فى تهريجى فمن المستحيل أن كل هذه الأحاسيس الصادقة كانت محض لعبة ذكورية سخيفة ووجه آخر للخيانة.
أكد لى أن عنفوان الحب قد أنساه ذاته. وأن وجدانه لأول مرة تجتاحه مثل هذه المشاعر التى أصابته بحالة عشق أخرس كيانه. فلم بجرؤ على أخبارى بوضعه الأجتماعى لأنه خشى أن يخسرنى الى الأبد.. أما الآن فهو مضطر لأنه يشعر بالذنب.. وناهيكم عن الأسطوانة المشروخة اياها لتعاسته الزوجية .
لم يكن رد فعلى هو فقط رفض الأستمرار بل رفض الشخص ذاته فقد اكتشفت نسخة مكررة من أمراض الذكورة المسببة لبؤس حال الكثيرات.
تمر السنوات ..لأقابل ذلك الشخص «صدفة» مجددا..فلم نملك سوى الدموع والأحضان وبقايا حب مازال يرفض الموت. أخبرنى أنه أنفصل عن زوجته لأنهما ليس مقدر لهما الاستمرار فى تعاسة أبدية. وأن طيفى لم يفارقه يوما..عرض على الزواج..فكانت شحنة المفاجآت أكبر من طاقتى على احتمالها..قررت التروى..فبالرغم من حبى له على مدار السنين.. كان جرحى لم يلتئم بعد. بالاضافة الى أنه زوج خائن.. وسيظل الى الأبد زوج خائن. فالخيانة اثم يصعب اقترافه فى المرة الأولى..ولكن ان فعلته لمرة فقد سقط الوفاء من مصفوفة حياتك. فأبدا ودائما سيجد الخائن مبررات خيانته ..فهو حتما سيخوننى يوما.. حتى وان كان متيم عشقا..فالخيانة لا تحتاج الى أسباب .. الخيانة يلزمها فقط المبررات.
وبالرغم من أنى أحبه بجنون قررت التروى . ففكرة الزواج ..فكرة منهكة ذهنيا..فالحب أمره سهل ..من حقى أن أحب من أشاء -أى شخص- أيا كان.. أما أن أتزوج فهذه يعنى أن أجد من أحب بجنون..من أعجب بشخصه ..من يملك القدرة على التواصل..من يشاركنى الاهتمامات..أن أجد الشخص المكمل لى فى الحياة..صديق..حبيب..ند..يحتوينى ..يتقبلنى كما أنا..لا يطلب أيا منا تغيير الآخر كى يلائمه ..والأهم من هذا كله أن أجد من أأتمنه أن يكون زوجى وأباً لأبنائى (باعتبار ما سيكون). عندما تجتمع كل هذه الملكات فى شخص..يأتى دور المأذون
تعارفنا على مدار السنين.. وكان حبى أعمى يرفض استخدام بقية حواسه..فسقطت فى حب أشبه بالغيبوبة..اتفقنا خلالها على الزواج. كان أهله مرحبين بى ..أما أهلى فكانوا يرون أنه فاشل..كان فنان..اعتادت أمى أن تسألنى : يعنى هو هيوكلك فن؟ ها تدخلى ولادك المدارس وتدفعى المصاريف «قطعة فنية نادرة»؟..كان جميع من حولى يحاولون ابصارى -كل بطريقته- وكنت مصممة على العمى..مرت سنوات عديدة من عمرى.. نتحدث عن زواجنا ولا نفعل شئ حياله. فقد كان حبيبى الفنان مصاب بجنون عظمة..يرفض أن يسعى الى رزقه قائلا: أنا ربنا معودنى لما بحتاج فلوس ..بيبعتها لى.
كنت قد تصدرت لأهلى وطالبتهم بألا يطلبوا مهر أو شبكة أو بيت أو...أو....أو....ولم يملك والدى أمام عندى سوى الموافقة..فأنا هم ثقيل على قلب أبى..يريد أن يزوجنى كى يتخلص من شبح عنوستى..اذا لم بكن المال عائق..وبدأت فى معرفته جيدا..وأدركت أنه لا يصلح أن يكون زوج ..ولن يصلح أن يكون أب ..ولكن حبى كان أقوى من كل مدركاتى...
نعم الكثير من الحب غير صحى ..كنت أحبه خارج نطاق العقل..فان كنت أعطيت الفرصة لعقلى ..كان سيرفضه ..فعززت نفسى بأسلحة دفاعية لا تقهر ..الا وهى المشاعر.
فكان حبى مرضى يخلُ من المنطق..بفتقر للعقل ..فكان الناتج مجرد تشوه..فنما حبى تماما كما الطفل المتخلف ..يحتاج الى مصحة خاصة للنمو..ولكننا نحيا فى الحياة.. واجهت أصعب التجارب النفسية للتخلص من هذا الحب المريض. والأن بعد مضى سنوات على وأده..لكونه آفه مضرة بصحتى النفسية والأجتماعية..لا أجد سبب واحد يقبله عقلى لهذه العلاقة التى استنزفت سنوات عمرى. التى لم تكن فقط سنوات ارتباطى به ولكن سنوات علاجى منه بعد انتهاء العلاقة. الحب آفة القلوب وعندما يتخلف العقل عن مجاراة الحب...تصبح القلوب متخلفة عقلياً.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)